لهذه الأسباب ترغب في تناول السكريات!

الأسباب التي تجعلنا نتوق إلى تناول السكر هي أسباب فسيولوجية جزئياً، ونفسية جزئياً، وجزئياً بسبب البيئة التي نعيش فيها. فعندما يتعلق الأمر بالرغبة الشديدة في تناول السكريات والحلويات، مثل البسكويت أو الشوكولاتة. فمن السهل جداً على الكثير من الأشخاص تناول علبة كاملة من الشوكولاتة أو الآيس كريم للحصول على شعور جيد.
لكن تكمن المشكلة في أن الإفراط في تناول السكريات قد يؤدي أحياناً إلى إدمان السكر، أو حتى الإصابة ببعض الأمراض. في تجربة علمية أجريت عام 2011، على 29 شاباً يتمتعون بصحة جيدة، أدى استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر إلى زيادة علامات الدم الالتهابية في غضون 3 أسابيع فقط.
على الجانب الآخر، وجدت بيانات من دراسة أمريكية، أن تقليل استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، يرتبط بتقليل المؤشرات الحيوية للأمراض الالتهابية والمزمنة. لذا ليس من المستغرَب أن يرتبط الاستهلاك الزائد للسكر بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري من النوع الثاني والسمنة.

إذن ما الأسباب وراء شعورك برغبة ملحة في تناول السكريات؟ وماذا تفعل للتغلب على هذه الرغبة؟

1- الرغبة في تناول السكريات لأنك لم تأكل ما يكفي، أو أكلت أشياء خاطئة

عندما لا تتناول ما يكفي من السعرات الحرارية خلال اليوم، أو ما يتناسب مع نشاطك اليومي، بسبب تناول كميات قليلة من الطعام، أو تناول أطعمة غير متوازنة صحياً، ولا تحتوي العناصر اللازمة للجسم ليحصل على كفايته من الطاقة، يبدأ جسمك في البحث عن وقود سريع لتعويض ذلك النقص.

الرغبة في تناول السكريات لأنك أكلت أشياء خاطئة

ويكون الخيار الأول هو الرغبة في تناول السكريات، لأن السكر يمنحك طاقة سريعة، مع أنها ليست بالضرورة طاقة “عالية الجودة”.

هناك أيضاً خطأ شائع يرتكبه الكثيرون، هو تخطي وجبة خلال اليوم، أو الانتظار لفترة طويلة بين الوجبات، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالجوع، وفقدان الطاقة خلال اليوم، ما يجعلك تتوق إلى تناول السكر، أو أي شيء يمكنك الحصول عليه.

خطأ آخر شائع هو محاولة البعض إلغاء تناول السكريات، أو الأطعمة المالحة بالكامل، لتجنب أضرارها المحتمَلة، تشير الأبحاث إلى أن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، وأنه في النهاية يميل معظم الناس إلى الاستسلام واستئناف تناول الأطعمة التي حرموا أنفسهم من تناولها بالكامل. وهذا غالباً ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.

2- علاقة الشعور بالتعب والإنهاك والرغبة في تناول السكر

بحسب أخصائية التغذية “مايا فيلر”، فإنَّ أول ما نتوق إلى تناوله أثناء أوقات التعب أو الإرهاق، هو الحلويات، وذلك لأنَّ السكر سريع الهضم، ويعتبر مصدر الطاقة المفضل للجسم”.

الشعور بالتعب والإنهاك والرغبة في تناول السكر 

قترتبط  الرغبة في تناول السكر مع الشعور بالتعب والإرهاق، وتزداد رغبة الجسم في تناول السكريات للحصول على دفعة إضافية سريعة من الطاقة.

تكمن المشكلة في أنَّ هذه الدفعة الأولية من الطاقة الناجمة عن تناول السكر، تكون قصيرة الأجل، ما يجعلك تبحث عن المزيد بعد وقتٍ قصير.
ولتجنب هذا الشعور احرص على تناول الأطعمة الغنية بـ”أوميغا 3″ و”مجموعة فيتامينات B” و”السيلينيوم” و”الإنزيم المساعد CoQ10″ و”فيتامين E”.

3- الرغبة الشديدة في تناول السكر بسبب نقص الدهون أو البروتين

بينما يحاول البعض تجنب تناول السكريات بتناول أطعمة أخرى، قد يقعون في خطأ تناول أطعمة تكون نتائجها عكسية، وبدل تجنب تناول السكريات، تزيد تلك الأطعمة من الرغبة في تناول السكر، وتعتبر النشويات خير مثال على ذلك.

الرغبة الشديدة في تناول السكر بسبب نقص الدهون أو البروتين

فعند تناول وعاء كبير من المعكرونة مثلاً، فأنت تهيئ نفسك إلى حد كبير للشعور برغبة ملحة لتناول السكريات بعد تلك الوجبة، لأن الوجبات غير الصحية والغنية بالنشويات، والتي لا تحتوي على ألياف أو بروتين، وربما لا تحتوي على دهون كافية أيضاً، وإن كانت توفر سعرات حرارية، لكن يتم امتصاص تلك السعرات الحرارية بسرعة، فتجعلك تتوق لتناول السكريات لتعويض ذلك النقص في السعرات الحرارية.

وللتخلص من هذا الشعور ليس عليك حرمان نفسك من أكلتك المفضلة، وإنما قم بتحسين مكوناتها، على سبيل المثال أضف القليل من زيت الزيتون، والبروتين الخالي من الدهون، مع القليل من الخضار.
يمنحك البروتين الشعور بالشبع، ويساعدك في التخلص من الرغبة في تناول السكريات بعد وقت قصير من الانتهاء من تناول الطعام، وتوفر الخضروات الألياف اللازمة لشعورك بالشبع لفترة طويلة، كما يمنحك زيت الزيتون كفايتك من الدهون الصحية.

4- التوتر والضغوط النفسية قد تجعلك ترغب في تناول السكر

وجدت أبحاث سابقة أنَّه في حالة المعاناة من ضغوط نفسية، قد يلجأ البشر لتناول الكربوهيدرات، ويعود ذلك حسب اعتقادنا إلى أنَّ هذه المركبات تنتج هرمون “السيروتونين”، الذي يعزز الشعور بالسعادة.

التوتر والضغوط النفسية قد تجعلك ترغب في تناول السكر

وبما أن السكر هو كربوهيدرات قابلة للذوبان، فنحن نتوق إلى تناول السكريات للحصول على الكربوهيدرات عند الشعور بالتوتر.

تكمن المشكلة في أن تناول السكريات قد يمنح البشر الواقعون تحت ضغوط نفسية، الشعور بالراحة ولو لوقتٍ قصير. لكن مع الوقت يتحول تناول السكريات لعادة يصعب التخلص منها، ولحسن الحظ هناك بعض الحلول للتخلص من الرغبة في تناول السكريات حتى وإن أصبحت عادة.

يكمن الحل في ضمان استقرار مستويات السكر في الدم. عن طريق تناول الكربوهيدرات المعقدة، لأنَّها تستغرق وقتاً أطول في الهضم. أو الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة كاكاو من 70% إلى 85% لتجنّب ارتفاع مستويات السكر في الدم.

أو تناول الحبوب الكاملة أو التفاح أو التوت أو البرتقال للحصول على جرعة كربوهيدرات منقذة، دون أن تتسبّب في ارتفاع مستويات السكر في الدم.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة