شارك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة التربية والتعليم العالي واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، علي زيدان أبو زهري، بصفته رئيس الدورة الـ13 للمؤتمر العام للإيسيسكو، اليوم الثلاثاء، في أعمال الدورة الـ41 للمجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، التي عقدت استثنائيا عن بُعد، لمناقشة عدة قضايا تخص مجالات عمل المنظمة في الدول الإسلامية، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.
وعقدت جلسة الافتتاح بحضور مدير عام المنظمة سالم بن محمد المالك، ونائب رئيس المجلس التنفيذي نواف منصور العقيل العجارمة، بمشاركة عضو المجلس عن دولة فلسطين الأمين العام للجنة الوطنيةدوّاس دوّاس، وعدد من رؤساء اللجان الوطنية والأمناء العامين بالدول الإسلامية الأعضاء.
وقال أبو زهري: “نجدد لكم العهد، ونحن نحتفل اليوم في الثلاثين من آذار من كل عام بيوم الأرض الفلسطيني منذ عام 1976 م، ونحن على ثقة بكم وبعالمنا الاسلامي الذي كان ولا يزال وسيبقى الى جانب العدالة والحق الفلسطيني”.
وثمن الجهود التي بذلت لإطلاق هذه الدورة في ظل ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا التي عمت أرجاء العالم، وتركت آثارها على حياة الإنسان، خاصة في قطاعات التربية والثقافة والعلوم، وقال: “لا يسعنا هنا إلا أن نُفاخر بالقول أن استجابة منظمّتنا الموقّرة كانت على قدر التحديات التي فرضتها هذه الظروف المستمرّة منذ بداية عام 2020، من حيث الإنجازات المهمّة والمبادرات الرائدة، التي استطاعت المنظمة من خلالها تلبية احتياجات الدول الأعضاء في المجالات التربوية والثقافية والعلمية والإنسانية والاجتماعية في كافة المجالات والقطاعات، إذ نجحت المنظمة بالشراكة مع الدول الأعضاء في أن تعمل معاً بشكل مفصلي في تنسيق الجهود لإدارة التعامل مع الأزمة على مستوى إقليمي ودولي وعلى تقديم الدعم والمساعدة التقنية والاقتصادية لإدارة تداعيات كوفيد- 19 في قطاع التربية والثقافة والعلوم”.
وأشار أبو زهري أنه ما زالت المنظمة تواجه تحديات جسام تتطلب مضاعفة الجهود والعمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على القيم والمبادئ الإقليمية والدولية التي قامت عليها، معربا عن ثقته في أن تظل منارة للتربية والثقافة والعلوم وإعلاء حقوق الإنسان، إضافة إلى قيادة وتعزيز الحوار العالمي بين الثقافات والرؤى التي تشكل ملامح المستقبل وأهمية أن يستمر هذا الحوار لمواكبة المستجدات والمتغيرات خاصةً فيما يتعلق بمواكبة المستجدات والتطورات في قطاعات عمل المنظمة.
وتابع: “يضاف إلى ذلك أهمية الحشد المستمر للطاقات والإمكانيات لخدمة الدول الأعضاء لتلبية احتياجاتها في ظل مواجهة وباء كورونا، وأغلقت معظم الحكومات في العالم المؤسسات التعليمية مؤقتاً، سعياً منها إلى الحدّ من تفشي الجائحة، وأثر هذا الإغلاق على ما يقارب من 60٪ من طلاب العالم”.
وقال أبو زهري: منظمتنا الإسلامية عملت على تقديم الدعم والمبادرات الخلاقة من أجل التخفيف من التأثير الفوري لإغلاق المدارس، ولا سيما التأثير الذي تتعرض له أشد الفئات ضعفاً وحرماناً، وسعياً إلى تيسير استمرارية التعليم للجميع عن طريق التعلّم عن بعد، كما عملت على تعزيز الدمج المنهجي للذكاء الاصطناعي في التعليم والذي ضاعف القدرة على مواجهة أكبر التحديات في التعليم، وابتكار ممارسات التعليم والتعلم، ما ساهم في تسريع التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والإيسيسكو اليوم ملتزمة بدعم الدول الأعضاء لتسخير إمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أجندة التعليم 2030.
ودعا اللجان الوطنية لتعزيز تفاعلها على المنصة التفاعلية للجان الوطنية والتي أنشأتها “الإيسيسكو” والتي تعتبر فكرة ريادية مميزة لتعزيز تبادل المعلومات والمعارف والخبرات والاستفادة من أفضل الممارسات التي تعمل على بلورة التصورات المشتركة للاستراتيجيات وخطط الدول الأعضاء في العالم الإسلامي في قطاعات التربية والثقافة والعلوم في ظل الجائحة.
وبين أبو زهري أن جدول أعمال هذه الدورة يتميّز بمناقشته لموضوعات ووثائق مهمّة مثل: ميثاق اللجان الوطنية للإيسيسكو، ونظام كراسي الإيسيسكو، ونظام برنامج المهنيين الشباب، ورقمنة نظام عمل المنظمة، والتقرير عن المكاتب الإقليمية، ومشروع الرؤية الجديدة المعدّلة للمنظمة، إضافة إلى التقارير المالية والتنظيمية ذات الصلة، متمنيا التوفيق والنجاح لهذه الدورة، ضمن الملاحظات والنقاشات البناءة التي ستُغني وتدعم تطوير منظمتنا الإسلامية الموقّرة، ومزيداً من التكاتف والتعاضد والالتفاف حول منظمتنا وتوجهاتها المتجددة ومشاريعها وبرامجها الريادية في شتى الحقول والميادين لمواجهة كافة التحديات التي تواجهه عالمنا الاسلامي والعالم.
وأوضح أن انعقاد هذه الدورة يأتي وفلسطين ما زالت تتعرّض لأخطر وأشرس الانتهاكات والاعتداءات والمشاريع التهويدية والاستيطانية، لا سيّما في مدينة القدس المحتلّة التي تواجه فيها المؤسسات التربوية والثقافية والتعليمية، انتهاكات ومعيقات إسرائيلية يومية تقوم وفق سياسات استراتيجية مخطط لها.
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استغل هذه الجائحة لتدمير العملية التعليمية والتربوية في القدس في سبيل التهويد الثقافي والديني للمدينة المقدّسة، وقال: “إننا إزاء ذلك نتطلع من منظمتنا المزيد من الاهتمام والتوجيه للمشروعات والأنشطة الموجّهة نحو فلسطين والقدس لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني والمقدسيين في وجه الإجراءات القمعية والتهويدية”.