انطلقت مساء اليوم الجمعة، في بيت لحم، وعبر نظام “زووم”، أعمال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الثالث، ضمن فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وقدم رئيس الوزراء محمد اشتية شكره الكبير للقائمين على المؤتمر في بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، مؤكدا ان بيت لحم قبلة للمسيحيين في العالم وكل ما له علاقة بالمشهد التاريخي والديني.
وأشار الى ان فلسطين غنية بأولادها وابنائها المتعلمين والتاريخ والثقافة والموسيقى والفن، فنحن “شعب منفتح على العالم وعليه فان رسالتنا للعالم اننا شعب يحب السلام والعدل ويريد ان ينتهي هذا الاحتلال الظالم الذي وقع على ارضنا وشعبنا، وان نقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
وأضاف ان هناك قصص نجاح للفلسطينيين في كل مكان، فالفلسطيني حيثما ذهب، قصة نجاح.
وقال، “صحيح ان السياح لم يحضروا منذ بداية جائحة كورونا الى فلسطين، لكن أقول ان البديل حاضر من أبنائنا المغتربين، خير رسول للقضية الفلسطينية يشرحون عن عذابات وطموحات الفلسطينيين وعن امالهم”.
واكد ان الاحتلال يحاربنا في كل شيء بالمستوطنات ومصادرة الأرض والاعتقال، لكن الأخطر سرقة الاحتلال للرواية الفلسطينية، وكل فلسطيني له رواية من فلسطين، عليه ان يعززها، فالاحتلال سرق الثوب المطرز والفلافل والحمص وغير أسماء المدن والشوارع والوديان، لكن نحن سنبقى حريصين على ارضنا ومقدساتنا وتاريخنا وثقافتنا وديننا.
وخاطب المشاركين بالقول “ابقوا حماة للديار والعهد مع بيت لحم وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ابقوا الوطن في قلوبكم، ولا بد ليوم يأتي وينتهي الاحتلال الظالم وان يتحقق حق العودة للاجئين”.
بدوره، قال رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان ان “الاغتراب من بيت لحم هو أمر قديم ومسيرته طويلة في تاريخ المدينة المعاصر، حيث بدأ منذ منتصف القرن التاسع عشر وما زال مستمراً. فبيت لحم تنزف وتبكي رحيل أبنائها يوميا إلى بلاد الاغتراب، فظروف الماضي لم تتغير وإن تغير الزمن، ومن الممكن أن يرى البعض من قساوة الايام مبررا للرحيل والبحث عن حياة أفضل، لكننا نقول بأننا هنا باقون متمسكون بهذه الأرض، وسنبقى على العهد أوفياء لوطننا وشعبنا ولرسالة الميلاد”.
وأضاف سلمان “كان الدافع من وراء رحيل الأبناء هو إيمانهم بأن الاغتراب سيوفر لهم فرصة أفضل لبناء مستقبل مشرق، وقد تحقق ذلك للكثير منهم، ونحن في بيت لحم نعتبر أن ما وصل اليه أبناؤنا المغتربين هو انجاز للهوية الوطنية والثقافة البيتلحمية الفلسطينية، لأن الايام أثبتت بأن أبناء بيت لحم المغتربين تمسكوا بأصولهم، وانتموا لتراثهم وثقافتهم، فالتراث والثقافة التي خرجوا بها من بيت لحم قد أثرت في المجتمعات التي هاجروا اليها وحلوا بها، فعاشوا على اطلال جذورهم، وكان لمثابرتهم، وصبرهم، وصمودهم، الوسيلة في مواجهة تحديات العيش بعزم وجهد، وكان ذلك الأساس في بناء ذاتهم ونجاحهم وثباتهم وترسيخ وجودهم ومستقبلهم”.
واكد ان “انعقاد المؤتمر جاء لنتحدى الواقع والالم الذي خلفته جائحة كورونا، وأن هذا المؤتمر أصبح عنصرا مهما من تراثنا وتقاليدنا، نعزز به جسور التواصل بيننا، وننطلق بعطائنا لبناء ثقافة جامعة لنا كتلحميين فلسطينيين اينما تواجدنا، لأن في ذلك حياة لنا”.
وأشار سلمان الى إن “بيت لحم استحقت بامتياز لقب عاصمة الثقافة العربية 2020، فأولا هي مهد رسالة الله للإنسانية، والتي ارسلها على لسان ملائكته عندما انشدوا في سمائها انشودة المجدلية الخالدة قائلين (المجد الله في العلى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة)، وايضا بفضل ارثها الانساني والثقافي الذي حمله أبناؤها وراجوا به اصقاع المعمورة وأينما حلوا بامتياز”.
من جانبه، تحدث رئيس مؤسسة بيت لحم في الولايات المتحدة ستيفين عصفور عن تأسيس الجمعية، وقال “تأسست منذ 35 عاما وهدفها لم شمل ممن تنحدر جذورهم من بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، ومهمتنا هي مساعدة ودعم عائلاتنا في الأرض المقدسة مع الحفاظ على ثقافتنا وتقاليدنا، وهي الان تمتلك فريقا تنفيذيًا شابًا جدًا وحيويًا يوجهه مجلس إدارة الجمعية”.
وأشار عصفور الى انهم “يستضيفون مؤتمرًا وطنيًا كل عامين يجذب الانتباه من جميع الأعضاء من جميع أنحاء الولايات المتحدة وحتى خارج البلاد. كان آخرها عام 2019 في جنوب كاليفورنيا وحضره أكثر من 450 شخصًا، إضافة الى فعاليات خاصة بعيد الميلاد نحرص من خلالها جمع التبرعات لتقديمها لمشاريع منها في مركز العمل الكاثوليكي في بيت لحم بقيمة 30 ألف دولار ومثله للمحتاجين بسبب COVID-19”.
وأضاف “لدينا صندوق للمنح الدراسية يمنح 25-30 منحة دراسية سنويًا لدفع الرسوم الدراسية كاملة للطلاب”.
كما ألقى مايك قنواتي كلمة عن مغتربي الأردن أشار فيها الى انهم اسسوا العام 1985 جمعية بيت لحم التعاونية، تشمل جميع العائلات.
وأضاف “في هذا المؤتمر نستذكر موروث بيت لحم، نستذكر جريدة صوت الشعب، ومجلة المهد اللتان صدرتا في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ونستذكر الكاتب والروائي جبرا ابراهيم جبرا، وأيضا من خلد بيت لحم وكتب عنها مثل عبد الله جقمان والدكتور توما بنورة وايوب مسلم وجريس العلي وغيرهم”.
وفي كلمته، ممثلا عن مغتربي البرازيل تطرق سامي العلي لمرحلة الاغتراب لعائلته التي بدأها والده، مستدركا “رغم الاغتراب الا اننا انجزنا، حيث ألف والدي كتابا تحت عنوان “بيت لحم–المدينة الخالدة” باللغات الثلاث الاسبانية والعربية والبرتغالية”، إضافة الى أن “والدته تقوم الآن بكتابة كتاب حول بيت لحم سيتم ارساله الى مكتبة بيت لحم”.
وشارك في المؤتمر 370 مغتربا من 83 دولة، ويستمر على مدار يومين.