الرئيس في كلمة لمناسبة أعياد الميلاد: نأمل أن يكون عيد الميلاد هذا العام موعدا لوقف العدوان على شعبنا

– شمس الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس آتية لا محالة

– التضحيات الجمة والعذابات والصمود البطولي لشعبنا على أرضه هو الطريق نحو الحرية والكرامة

– سنواصل نضالنا لنيل حقوقنا المشروعة في العيش على تراب أرض فلسطين في دولة حرة مستقلة كاملة السيادة

– حيا شعوب العالم على خروجها إلى الشوارع للمطالبة بالحرية لفلسطين واعتبره هزيمة للطغاة

أعرب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، عن أمله بأن يكون عيد الميلاد هذا العام موعدا لوقف الحرب والعدوان على شعبنا في غزة، وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، ومناسبة خير وازدهار واستقرار لشعبنا والشعوب كافة.

وقال سيادته في كلمته لمناسبة عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي، اليوم الاحد، إن شمس الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، آتية لا محالة، بل إنها قاب قوسين أو أدنى.

وأضاف الرئيس أن نهر الدماء والتضحيات الجمة والعذابات والصمود البطولي لشعبنا على أرضه هو الطريق نحو الحرية والكرامة.

وأكد أننا سنواصل نضالنا لنيل حقوقنا المشروعة، في العيش على تراب أرض فلسطين، في دولة حرة مستقلة وكاملة السيادة.

وترحم سيادته على أرواح الشهداء الأبرار، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى البواسل، وأن يحفظ شعبنا العظيم في غزة والضفة والقدس والشتات، وأن ننال الحرية والاستقلال والعيش بكرامة في وطننا فلسطين.

وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس:

أبناء شعبنا الفلسطيني، في غزة وفي مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وفي القدس العاصمة، وفي كل ربوع الأرض،

الأشقاء والأصدقاء شعوب وقادة دول العالم،

​أتوجه إليكم جميعا، ونحن نستقبل عيد الميلاد المجيد، مستذكرين رسالة سيدنا المسيح عليه السلام، رسالة المحبة والتسامح والسلام، التي هي رسالة الأنبياء جميعا عليهم السلام، وأدعو الله أن يجعل عيد الميلاد هذا العام موعدا لوقف الحرب والعدوان على شعبنا في غزة، وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، ومناسبة خير وازدهار واستقرار لشعبنا والشعوب كافة.

يأتي ميلاد السيد المسيح هذا العام، ومدينة الميلاد، بيت لحم، تعيش حزنا لم تره قبل هذا اليوم، قوى الاحتلال تبطش وتقتل أطفال فلسطين، وتختطف الابتسامة البريئة من وجوه الأحياء منهم، حيث لم يسلم أحد من أبناء شعبنا، النساء، والرجال، وكبار السن من هذا القتل والإرهاب ومحاولات التهجير القسري وتدمير الآلاف البيوت، ما يذكرنا بما حدث في نكبة عام 1948.

ونأمل أن تأتي ذكرى الميلاد، ومعها بداية عام جديد، ومعه يتجدد الأمل وتتجدد الحياة وتنهزم قوى الشر.

وهنا أقول لأبناء شعبنا ولعائلاتنا التي تتخذ من الكنيسة في غزة ملجأ لها، والذين لم يسلموا من همجية العدوان الإسرائيلي، ولجميع أبناء غزة، بأن عذاباتكم، وعذابات شعبنا في الداخل والخارج لن تذهب سدى، وأن شمس الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، آتية لا محالة، بل إنها قاب قوسين أو أدنى. فنهر الدماء والتضحيات الجمة والعذابات والصمود البطولي لشعبنا على أرضه هو الطريق نحو الحرية والكرامة، ولقد طال القصف الوحشي الذي ارتكبه الاحتلال، المستشفى الإنجيلي المعمداني في غزة، والمركز الثقافي الأرثوذوكسي، وقاعة كنيسة الروم الأرثوذوكس، وكنيسة العائلة المقدسة، إلى جانب المساجد، والمدارس، والمستشفيات، الأذى، ولم يفرق بين مسلم ومسيحي، وكذلك طال عدوان الاحتلال الوجود المسيحي، وجميع أبناء شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس والضفة الغربية، ومن هنا أعزي نفسي وعائلات شهدائنا جميعا، ونشد على أيديهم جميعا ونقول لشعبنا، إن فجر الحرية والدولة قادم لا محال.

أما أنتم يا شعوب العالم، فإننا نحييكم ونشكركم، على خروجكم إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم، مطالبين بالحرية لفلسطين، وهذا فخر لنا وهزيمة للطغاة.

نعم معا وسويا سنعيد إضاءة شجرة الميلاد، ونعيد تزيين مدننا وقرانا وقد أزيلت الحواجز وتوقفت الحرب والعدوان وسقط الاحتلال والاستيطان، وجدار الفصل العنصري، وانتصر الحق على الباطل، وأضيئت شمعة الميلاد في مغارة الميلاد، وقد أنشد أطفالنا للحرية وللوطن الفلسطيني الأبي بعاصمته القدس.

سنواصل نضالنا لنيل حقوقنا المشروعة، في العيش على تراب أرض فلسطين، في دولة حرة مستقلة وكاملة السيادة.

وفي الختام، نسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار، والصبر لنا ولذويهم، والشفاء للجرحى الأبطال، والحرية لأسرانا البواسل، وأن يحفظ شعبنا العظيم في غزة والضفة والقدس والشتات، وأن ننال الحرية والاستقلال والعيش بكرامة في وطننا العزيز، فلسطين.

“المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة”

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.