رام الله – 17.06.2021 – تلفزيون فلسطين – يخوض أبناء شعبنا في بلدة بيتا، إلى الجنوب الشرقي من محافظة نابلس، معركة وجود ضد أطماع المستوطنين تجاه أراضيهم وممتلكاتهم، حيث يواجهون مخططات استيطانية سرطانية للاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم في محاولة لتطهير المنطقة من سكانها الأصليين.
فيما تحولت البلدة إلى ميدان مواجهة شبه يومية بين أهالي البلدة والمستوطنين الذين يحاولون ترسيخ مجموعة من البؤر الاستيطانية الصغيرة على المناطق المرتفعة في بيتا.
وتتمثل أبرز هذه المحاولات في إقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح، الذي يتوسط بلدة بيتا، والتي تبلغ مساحتها 18 ألف دونم، في الوقت الذي أقدم فيه المستوطنون خلال الشهر المنصرم على إقامة مجموعة من الكرفانات المتنقلة وتجهيزها بكافة مقومات الحياة من مياه، وكهرباء، وتعبيد للطرق المؤدية اليها، بحسب هيئة تسوية الأراضي والمياه.
4 شهداء خلال أقل من شهر واحد ..
لقد شهدت مواجهات بيتا ضد محاولات قطعان المستوطنين منذ اندلاعها حتى الآن استشهاد أربعة من خيرة شباب البلدة، حيث يمارس الاحتلال على ما يبدو سياسة استهدافات بالجملة في محاولة لخلق نهج رادع بحق أهالي البلدة.
حيث استشهد اليوم قبيل ساعات الظهيرة الفتى أحمد بني شمسة، والذي ارتقى برصاص الاحتلال في المواجهات المندلعة بمنطقة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس.
فيما روت دماء الشبان الثلاث الآخرين تراب البلدة خلال المواجهات التي اندلعت عبر الأسابيع الفائتة، وهم بالترتيب الفتى محمد سعيد حمايل الذي قضى نتيجة إصابته برصاصة في القلب خلال المواجهات التي اندلعت ظهيرة يوم الجمعة في الحادي عشر من الشهر الحالي، بحسب جمعية الهلال الأحمر.
فيما استشهد الشاب زكريا حمايل (28 عاماً) خلال المواجهات التي اندلعت خلال الثامن والعشرين من الشهر المنصرم نتيجة إصابته بالرصاص الحيّ في صدره، وقبله الدكتور عيسى برهم؛ وكيل نيابة سلفيت، (42 عاما) الذي قضى إثر رصاصتين في البطن
يذكر بأن الشهيد برهم هو أب لأربع أطفال، وحاصل على شهادة البكالوريوس في القانون، وعمل 7 سنوات في وزارة العدل من ثم أصبح وكيلا للنيابة العامة في محافظة سلفيت.
فيما أطلق مجموعة من النشطاء الفلسطينيين حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وسوم (#أنقذوا_بيتا و #SaveBeita و#أنقذوا_جبل_صبيح)، وذلك بهدف تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال بحق أهالي البلدة وأراضيها.
واستخدم وسم #Savebeita في أكثر من 5000 منشور عبر منصة فيسبوك حتى الآن، فيما استخدمت وسوم #أنقذوا_جبل_صبيح و #أنقذوا_بيتا في أكثر من 1000 منشور.
يندحر الغزاة وتبقى بيتا ..
أخبار بيتا قبل 33 عاما تشبه اخبارها اليوم، فمنذ عام 1988 يخطط الاحتلال لبسط سيطرته وتنفيذ أطماعه الاستيطانية على قمة جبل صبيح، من خلال وضع الكرفانات والخيام، وتخريب وحرق أراضي البلدة الزراعية في محاولة لتفريغها تمهيدا للسيطرة عليها وتحقيق آمال المستوطنين في اقامة تجمع استيطاني كبير.
فيما تمتد محاولات التحريض والهجمات التي يشنها قطعان المستوطنين إلى أكثر من 30 عاما، حاولوا خلالها القيام بحملات تشويه منتظمة ضد أهالي البلدة، بضوء أخضر من حكومات الاحتلال المتعاقبة، بلغت ذروتها في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي حين دعت حكومة رابين آنذاك إلى مسح البلدة وإقامة أضخم تجمع استيطاني على أنقاضها بذرائع ارتباطها بمعتداتهم الدينية المزعومة على ما يبدو.
بحسب فؤاد معالي؛ رئيس بلدية بيتا السابق، فإن المساحة المقامة عليها البؤرة الاستيطانية الحالية تبلغ 20 دونماً، مع العلم بأن الاحتلال ومستوطنيه يصادرون حوالي 800 دونم من الأراضي الزراعية في جبل صبيح وبلدة بيتا، مشيراً إلى أن 95% منها مزروعة بأشجار الزيتون.
ح.ا / م.ز