رام الله – 10.06.2021 – تلفزيون فلسطين – عشية الفجر، متسلحين بالعزيمة، مقبلين غير مدبرين، أشهروا البنادق في وجه المتسللين، هناك في جنين قلعة الصمود ودرعنا الحامي، تصدى كوكبة من أبناء أجهزتنا الأمنية البواسل حماة الديار لوحدة خاصة من قوات الاحتلال، أثخنوهم الجراح، ونالوا الشهادة.
نموت أو ننتصر ..
كالفارس المغوار وقف “عليوي” ببدلته العسكرية وبندقيته مقبلا غير مدبر، وبجانبه “العيسة” الكتف على الكتف، ليساندهم “العموري”، وقف الرجال كالجبال، أفرغوا مخازن البنادق، وصعدوا نحو العلا، إنهم الشهداء، خرجوا من مقارهم اشتبكوا مع جيش الاحتلال سلاحهم للأمام مصوب نحو الجنود، ولا مجال .. نموت أو ننتصر.
لحظات الاشتباك الأولى ..
قبيل ساعات الصباح الباكر، بدأت الاشتباكات عندما اقتحمت قوات خاصة من الاحتلال مدينة جنين من أجل اعتقال الشابين جميل العموري وأنس أبو زيد، لتنتقل إلى محيط مقر الاستخبارات العسكرية الواقع في شارع الناصرة، حيث تصدى لها الأبطال.
فيما أطلقت القوة الخاصة النار على أحد ضباط الحراسة بشكل مباشر، الأمر الذي أدى استبسالهم ومبادلتهم النيران، حيث اندلع اشتباك مسلح.
وداع الشهيدين العسكريين ..
وسط أجواء من الغضب والنفير العام، شيعت جماهير غفيرة في مدينة جنين ضباط الاستخبارات الشهيدين العسكرييْن: أدهم عليوي، وتيسير العيسة، محمولين على الأكتاف، يغطيهم العلم الفلسطيني، ومتأنقين ببدلاتهم وبساطيرهم العسكرية.
كان ينتظر ولادة طفلته الأولى “تحرير”
أسفرت المواجهات مع القوة الغاشمة عن استشهاد الملازم أول تيسير العيسة من مرتب الاستخبارات العسكرية الفلسطينية خلال التصدي للاقتحام ووحداته الخاصة.
“أمنيتي اتزوجيني وتعزميني عندك عالحمام.. أحسن زفة زفيته اليوم”، بهذه الكلمات عبرت جدة الشهيد العسكري في جهاز الاستخبارات أدهم عليوي من قرية زواتا-نابلس، الذي ارتقى خلال اشتباك وتصدي لقوات الاحتلال ووحداته الخاصة في جنين.
” محمولا على الأكتاف .. وبالزغاريد”
شيع المئات من أهالي بلدة صانور مسقط رأسه ابنهم الشهيد النقيب في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية تيسير العيسة وسط حالة من الغضب والنفير، والذي ارتقى خلال الاشتباك والتصدي لقوات الاحتلال.
فيما شيعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد مرتب جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية أدهم عليوي في بلدة زواتا مسقط رأسه وببدلته العسكرية وبالهيئة التي استشهد عليها.
” يما محلا الشهادة”
وعلت الهتافات الوطنية جموع المشيعين، وسط حالة من الحزن، فيما ألقيت نظرات الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر قبل موارته الثرى في مسقط رأسه.
“الحمدلله ابني شهيد”
“كان بيحب الأوزي وجبتله بطيخ .. الحمدلله ابني شهيد” بهذه الكلمات عبر الصابرة والدة الشهيد العسكري في جهاز الاستخبارات أدهم عليوي من قرية زواتا بنابلس، والذي ارتقى خلال الاشتباك.
تمالكت نفسها، متسلحة بالعزيمة، وبقلب صابر أضافت: “أدهم رفع راسي .. صرت ام شهيد، احنا عايشين بفلسطين أرض رباط، وربنا يربط على قلوب أمهات الشهدا”.
” لا زال الاحتلال يحتفظ بجثمانه”
تسلل جنود الاحتلال بالزي المدني لملاحقة المطارد جميل العموري من مخيم جنين ورفيقه بحجة قيامهما بإطلاق النار على حاجز الجلمة التابع للاحتلال، والذي يتعرض لهجمات مقاومين بشكل متكرر، اتهم العموري بقيادتها في الأسابيع الأخيرة.
بحسب شهود عيان، أطلق الجنود المتنكرون بزي مدني النار على مركبة الشاب العموري الذي انسحب باتجاه مدينة جنين فلاحقته القوة بعد أن اشتبك معها إلى داخل المدينة، وفتحت نيرانها الرشاشة باتجاهه، مسفرة عن استشهاده، لتقوم باحتجاز جثمانه.
“روحي جميل .. النفس يلي بتنفسه”
لم تتمالك والدة الشهيد جميل العموري دموعها خلال مقابلة عبر تلفزيون فلسطين: ” بعد جميل بروح أنا، بطولش وراه، انشالله بشوفوا وبملي عيني منو”.
في السياق ذاته، شيع المئات من أهالي مدينة جنين جثمان الشهيد النقيب في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية تيسير العيسة الذي ارتقى خلال الاشتباكات مع قوة الاحتلال.
الاضراب حداداً على أرواح الشهداء ..
أعلنت القوى الوطنية والاسلامية الاضراب التجاري والشامل حدادا على أرواح الشهداء، بالتزامن مع تشييع جثامينهم ولمدة ثلاث أيام.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن المقاومة حق وواجب، وحقنا أن نواجهه ونصعد على كل الساحات، طالما هناك احتلال واستباحة لبلداتنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا، ومن حقنا أن ندافع عن أبناء شعبنا ومقدساتنا المسيحية والاسلامية، ودم شهداء جنين يحتم علينا استكمال مسيرة النضال.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حملات تضامن واسعة عقب الاعلان عن استشهادهم، فيما طالت العشرات بالتصدي لمحاولات منصة “فيسبوك” لاسكات الصوت الفلسطيني عبر حذف مئات المضامين والمواد الوطنية.
ح.أ / م.ز