رام الله- تصادف اليوم، الذكرى الأربعون لاستشهاد المناضل نعيم خضر، أول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى بلجيكا.
ولد المناضل نعيم سليم خضر دعيبس (المشهور بنعيم خضر) في 30 كانون أول عام 1939 في بلدة الزبابدة جنوب مدينة جنين.
اغتيل خضر صباح يوم الاثنين بتاريخ 1/6/1981 في شارع روزفلت في العاصمة البلجيكية بروكسل بينما كان يهم بدخول مقر ( م.ت.ف) وقد اعترفت إسرائيل باغتياله، ونفذت عملية الاغتيال وحدة (كيدون) التابعة للموساد الإسرائيلي بعد أن صوب القاتل المجرم خمس رصاصات أردت الشهيد أمام مكتب منظمة التحرير، في الحي الذي يقطنه السفراء والذي يخضع الاجراءات أمن مشددة.
ونقل جثمان الشهيد نعيم خضر إلى بيروت حيث كان في استقباله في مطار بيروت الرئيس ياسر عرفات وأقيم له مهرجان تأبيني، ومن ثم نقل إلى عمان حيث دفن فيها، لعدم موافقة السلطات الإسرائيلية على دفنه في مسقط رأسه في الزبابدة بناءً على وصيته.
ودرس خضر في مدرسة اللاتين في الزبابدة، والتحق بالمعهد الأكليركي في بيت جالا ودرس الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وتابع دروس الفلسفية واللاهوتية لمدة خمس سنوات بين 1958-1963.
والتحق بكلية الحقوق التابعة لجامعة لوفان عام 1966، وحصل على درجة الدكتوراه في الحقوق سنة 1969، ونال الدبلوم في علوم البلدان النامية، وفي نفس السنة انتخب رئيسا لاتحاد الطلبة الأجانب بعدما كان رئيسا لاتحاد الطلبة العرب في جامعة لوفان.
وفي عام 1970 بدأ نعيم بالتخصص في القانون الدولي في جامعة بروكسل الحرة وكان يتابع دروسه وهو يقوم بأعمال مهمة كموظف في سفارة السعودية وفي مكتب الجامعة العربية في بلجيكا.
وانضم خضر إلى صفوف حركة فتح عام 1968 ووضع نفسه في خدمة منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح ممثلها الرسمي في بروكسل، وعُين مديرا لمكتب المنظمة في بروكسل بعد أن اعترفت الحكومة البلجيكية بمنظمة التحرير رسميا عام 1976.
كما سُمي سنة 1969 ممثلاً لحركة فتح في بروكسيل، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العربية والدولية منها مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي ومجالسه منذ عام 1975م وكذلك اجتماعات الحوار البرلماني العربي الأوروبي.
وكان عضواً بارزاً في لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني الفلسطيني وعضواً في اتحاد المحامين الديمقراطيين في بلجيكا، وعضواً في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
ومن المهام التي أوكلتها منظمة التحرير الفلسطينية للشهيد نعيم خضر المشاركة في الكثير من جلسات مجلس الأمن الدولي والعديد من المحاضرات الدولية التي كانت تنظمها هيئة الأمم المتحدة وكان من عادته أن يعود مع وفد فلسطين وقد حقق نجاحات مهمة للمنظمة كالاعتراف الرسمي بمنظمة التحرير كعضو مستقل ضمن المجموعة الآسيوية وفي مجموعة الـ 77 (مجموعة دول عدم الانحياز).
كما لعب دوراً بارزاً في تقدم الحوار الأوروبي العربي من خلال عمله ونشاطه في بروكسل، حيث نجح في إقامة علاقات مع اللجنة التي تقود مجموعة الدول الأوروبية وخاصة مع كلود شيسون وجاستون ثورن، إذ كان يلتقي بهم وبالعديد من الشخصيات الأوروبية في لوكسمبورغ وستراسبورغ وفي البرلمان الأوروبي.