“أرجوحة من عظام” الرواية الجديدة لوليد الشرفا

غلاف الرواية
غلاف الرواية

صدرت عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمان، ودار الأمان المغربية في الرباط، الرواية الرابعة للروائي وليد الشرفا بعنوان “أرجوحة من عظام”.

والرواية الجديدة، هي الرواية الأخيرة من رباعية بدأت برواية “القادم من القيامة” عام 2008، وهي الرواية التي تصور الانكسار الذي أصاب الثورة الفلسطينية، وكانت الرواية الثانية عام 2017 وهي “وارث الشواهد” التي فازت بالقائمة القصيرة لجائزة البوكر، وهي رواية النكبة برؤية جديدة في أسلوبها وحبكتها، إذ ترصد تحول الأسطورة إلى عرق، وكانت “ليتني كنت أعمى” الرواية الثالثة عام 2019 التي أرخت لتعمق الخيبة بين الثورة والانتفاضة الثانية في جنين ونابلس أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 2000، واعتبرت بشهادة نقدية علامة قاسية للخيبة الفلسطينية في سرديتها ومضمونها ومفارقاتها تكمل “أرجوحة من عظام” الرباعية برصد روائي مزيج بين التاريخ والتخييل لحصار كنيسة المهد والفظائع التي ارتكبت فيها، في موازاة حكاية أخرى لحالة من أمل الشفاء حيث الحديث عن معجزة القديس في دير مار سابا.

يتوزع السرد في الرواية بتداعيات غير منظمة بين التذكر والهلوسة، واختلاط المشاهد بين الكوابيس والواقع، وعلاقة الشفاء بالموت، وفكرة التداخل بين حالات الغماء الناجمة عن المرض وحالات الصدمة الناجمة عن معايشة الألم والجروح في كنيسة المهد.

يقوم السرد الروائي الذي قدم للقارئ على أنه سيناريو مشوه لمخرج فاشل، لم يستطع إخراج أي فيلم إلا إخراج نهايته، ربما، إن نجح فيها، حيث يعيش مفارقة محمومة بين الألم الذي يعايشه بين الرصاص والقصف والجروح المتعفنة والجثث المحفوظة في كنيسة المهد، وبين الأمل والسكينة والهدوء في رحلة الاستشفاء من مرض في القلب في دير مارسابا، هذا الاستشفاء وهذه السكينة التي يقطعها تواجد “ايلي” الجندي المستوطن الطالب للشفاء أيضا.

يتداخل في الرواية التخييلي والتاريخي، بشكل تتناوب عن سرده مجموعة من الملاحظات والاستدراكات والمشاهدات والأحلام وحالات التخدير والأغاني والأفلام وهي أسلوبية سردية وسمت الرباعية ووسمت أسلوب الشرفا الروائي الذي يوسم نقديا بانه مكثف وتجريبي.

تتوالى المفارقات وتتسارع حد التداخل، وصولا إلى انتهاء الحصار وتوزع المحاصرين في المنافي، لا يتوقف الأمر هنا فاللقاء بين ايلي ويوسف يتخذ أبعادا أكثر مفارقة.

أورد الناشر على غلاف الرواية الاخير ما يلي: قراءة هذه الرواية مغامرة مثل كتابتها، حوار لاهث بين الخطيئة والتكفير وبطولة التراجيديا، إنها قراءة تصل بالقارئ حد الشعور بالدوران وكتم الانفاس.