تقتحم جماعات من المستوطنين بأعداد كبيرة باحات المسجد الأقصى بشكل يومي ضمن ما يسمى برنامج الزيارات، ولكن في الأعياد اليهودية تزداد خطورة الاقتحامات بحماية مكثفة من شرطة الاحتلال.
في عيد الفصح لهذا العام دعت جماعات “الهيكل” مستوطنيها إلى ذبح القرابين داخل باحات المسجد الأقصى ووعدوا من يتمكن بإدخال قربان وذبحه في الأقصى بـ آلاف الشواقل
فشاهدنا مستوطن يتنكر بزي إسلامي يحاول دخول الأقصى وآخرين أوقفتهم شرطة الاحتلال حين حاولوا دخول الأقصى برفقة قربانه.
شهد المسجد الأقصى يوما قاسيا الجمعة عندما قمعت قوات الاحتلال مصلّي الفجر بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت الغاز كما اعتقلت المئات من المعتكفين والمصلين.
هذه الاقتحامات التي تنفذها جماعات المستوطنين تأتي بتأييد من حكومة الاحتلال عقب تصريح رئيس الحكومة الاسرائيلي “نفتالي بينت” بأن أي شخص يحق له الدخول والصلاة إلى المسجد الأقصى في محاولة لتشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وهذا ما أدركه أبناء شعبنا فهبوا لمنع تنفيذ هذه المؤامرة مهما كان الثمن.
تبدأ اقتحامات المستوطنين بإفراغ المصلين من المسجد الأقصى وإغلاق أبوابه وحصار المصلين والمعتكفين داخل المسجدين المرواني والقبلي ومنع دخول كل من هم تحت سن الـ40 عاما وتنفيذ حملة اعتقالات يومية والاعتداء على الآخرين بالضرب والرصاص المطاطي.
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة من خطورة ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال ومستوطنيه في الأقصى.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية أن المسجد الأقصى حق للمسلمين ولا يمكن تقسيمه بأي شكل من الأشكال وأن حكومة بينت المتطرفة تريد تصدير أزمتها الداخلية على حساب شعبنا من خلال مضاعفة الاستيطان والاعتداءات على الأقصى.
تعيدنا هذه الأحداث إلى عام 2000 وتحديدا في سبتمبر عندما أقدم أرئيل شارون على دخول الحرم الشريف ما أدى إلى إنطلاق شرارة الانتفاضة الثانية أعقبها سماح الحكومة الإسرائيلية لـ 3 يهود بزيارة الحرم في وقت واحد وتوالت الإعتداءات والتدنيس للحرم القدسي إلى أن أصدر وزير الأمن الداخلي اسحاق أهارونفتيش عام 2009 قرارا بمنع دخول الفلسطينيين الحرم لافساح المجال للمستوطنين بالصلاة فيه.