اعتدت أمس الثلاثاء “حماس” على طلبة جامعة الأزهر في غزة لارتدائهم الكوفية الفلسطينية، ما آثار حالة من السخط والغضب في الوسط الفلسطيني، وصدرت مجموعة من المواقف والإدانات لاعتداء أمن “حماس” على الطلبة.
رئيس جامعة الأزهر: طلبة من “حماس” سلّموا طلبة يرتدون الكوفية الفلسطينية إلى أمن “حماس”
استنكر رئيس جامعة الأزهر عمر ميلاد، زج حكومة الأمر الواقع في غزة العملية التعليمية بتطلعاتها السياسية، من خلال قيام عناصرها بالاعتداء على طلبة يرتدون الكوفية الفلسطينية.
وأوضح ميلاد، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، اليوم الأربعاء، أن ما حصل هو استفزاز مقصود، وهناك كاميرات وثقت حادثة الاعتداء، إضافة لوجود شهود عيان رأوا اعتداءات عناصر “حماس” على الطلبة الذين يرتدون الكوفية.
وأضاف أن الخطير هو تسليم عدد من الطلبة الذين ينتمون لحركة “فتح” لأمن “حماس”، من قبل طلبة من الكتلة الإسلامية، واصفاً ما جرى بأنه يعبر عن فلسفة عصابات.
“الهيئة المستقلة” تدين الاعتداء على عدد من طلبة جامعة الأزهر
أدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” اعتداء شرطة أمن الجامعات التابعة لـ”حماس” في قطاع غزة، على عدد من طلبة جامعة الأزهر، ورأت أنه انتهاك يطال الحريات الأكاديمية، ويمنعهم من ممارسة حقوقهم وإدارة شؤونهم الجامعية.
وأكدت الهيئة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، أنه حسب متابعاتها والإفادات التي تلقتها، فإنه بتاريخ 21/9/2021، وفي حوالي الساعة 8:30 صباحاً قام عناصر من شرطة أمن الجامعات المتواجدين على البوابة الشمالية (الحرم الشرقي) لجامعة الأزهر وعددهم 3 أشخاص، يرتدون زياً شرطياً ومسلحين بمسدسات وبحوزتهم هراوات، بالدخول إلى حرم الجامعة، واعتدوا على اثنين من الطلبة بعد أخذهم إلى الغرفة المجاورة للبوابة الرئيسية بواسطة الأيدي والهراوات، بادعاء أنهم سينظمون نشاطاً طلابياً، وتم الإفراج عنهما بعد نصف ساعة من الاحتجاز في الغرفة.
وشدد بيان الهيئة على أنه لا يجوز للشرطة دخول الجامعات، إلا بناء على طلب من إداراتها في حالات الضرورة التي تستدعي وقف جريمة أو إجراء التحقيقات بشأنها، مؤكدة عدم جواز استجابة الشرطة لأية مطالبات من إدارة الجامعات تمس بالحريات الأكاديمية، أو تحرم الطلبة من أنشطتهم وذلك ارتباطا بأن القرارات بهذا الشأن غير مشروعة.
ورأت أن موظفي أمن الجامعة وحراساتها هي الجهة المناط بها مهمة الأمن اليومي داخل حرم الجامعة بما يتفق مع أسس وقواعد حرمة الجامعات والمعايير المتعارف عليها في الدول المختلفة.
وطالبت الهيئة بحل شرطة الجامعات، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء على الطلبة في جامعة الأزهر، ودعت الجامعة إلى تمكين الطلبة من حرياتهم الأكاديمية وإلغاء الحظر على الأنشطة الطلابية وتمكينهم من إجراء انتخابات مجالس الطلبة وإدارة شؤونهم الجامعية.
الدائرة السياسية لمنظمة التحرير تدين اعتداء “حماس” على طلبة جامعة الأزهر
صرح مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي “بأنه للأسف تستمر حركة حماس التنظيم الفئوي الذي لا يؤمن بالوطن بسياستها التي تخدم الاحتلال والاستمرار والمتاجرة بمآسي الشعب الفلسطيني”.
وقال: “الكوفية الفلسطينية هي رمز الكرامة للشعب الفلسطيني، حيث أن العالم أجمع عرف فلسطين والثورة الفلسطينية من خلال الكوفية، ونقول لكل القوى الوطنية حان الوقت لكشف مخطط حماس بتنفيذ صفقة القرن وإنهاء منظمة التحرير الفلسطينية، خدمة لمخططها الفئوي المدان من كل أبناء شعبنا”.
ارزيقات: سياسة إقصاء وانغلاق
وقال أمين عام اتحاد المعلمين في فلسطين سائد ارزيقات، إن “حماس” تحاول استئصال رموز الإرث الوطني وشطب عناصر الهوية الوطنية ومنها الكوفية الفلسطينية، التي أصبحت رمزا للأحرار والمناضلين من أجل الحرية والعدالة.
واعتبر اعتداء “حماس” على المتوشحين بالكوفية الفلسطينية في جامعة الأزهر، انعكاسا للانغلاق وسياسة إقصاء الآخر، وانعدام الإيمان بالشراكة والوحدة الوطنية، مشددا على ضرورة التكاتف والتمسك بقيم ومبادئ الوطنية الفلسطينية.
السوداني: إعتداء حماس تطور خطير وغير مسبوق
قال الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء مراد السوداني أن قمع “حماس” للطلبة والموظفين المتوشحين بالكوفية في جامعة الأزهر، تطور خطير وغير مسبوق مضيفا أنه اعتداء على رمزية باتت حقيقة فلسطينية، فالكوفية واحدة من إشارات المعنى الفلسطيني وفكرة فلسطين وتجلياتها الكبرى .
عواد: انحطاط لا مسبوق
ووصف عضو المجلس الثوري لحركة فتح جواد عواد هجوم “حماس” على مرتدي الكوفية عمل انحطاطي غير مسبوق، مضيفا “هذا الفعل مرفوض وطنيا وأخلاقيا وعليهم الخجل من أنفسهم فالكوفية رمز للنضال الوطني الفلسطيني”.
عبيد: الرئيس عنوان للفداء والتضحية
وندد جمال عبيد عضو الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة بالاعتداء على طلبة الأزهر والموظفين جريمة على المستوى الوطني لافتا إلى أن الكوفية ستبقى رمزا من رموز هويتنا كرامتنا، توشح بها آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، مؤكدا فشل “حماس” بتصفية فتح في قطاع غزة، فالحركة متجذرة في وجدان شعبنا الذي لا يمكنه القبول ببديل يأتي على حساب التاريخ الوطني الفلسطيني .
أبو النجا: لا نحتاج شهادة من أحد
ووصف محافظ غزة إبراهيم أبو النجا، هجوم “حماس” على الرئيس واعتداءها على الطلبة والموظفين في جامعة الأزهر بالفعل المخجل.
وقال “إن الكوفية كانت دائما جواز سفر لعموم المناضلين الوطنيين الفلسطينيين، ومدخلا لتعريف العالم بالقضية الفلسطينية وهي للشعب الفلسطيني كله”.