تعتبر اليوغا الهوائية واحدةً من بين أنواع اليوغا المختلفة، التي تساعد الجسم على التمدد والاسترخاء معاً في الوقت نفسه.
وتمتاز هذه الطريقة من اليوغا بحركات مختلفة عن تلك التي تعتمد عليها اليوغا العادية، والتي تحتاج إلى التأمل أكثر من أي شيء آخر.
إذ إن اليوغا الهوائية تعتمد على التمدد وزيادة مرونة الجسم، من خلال القيام بحركات خاصة بمساعدة أقمشة معلقة ومنسدلة من السقف تشبه الأرجوحة.
وتعمل اليوغا الهوائية، واسمها باللغة الإنجليزية “Aerial yoga”، على توفير العديد من الفوائد على المستوى الجسدي والعقلي للشخص الذي يمارسها، لنتعرف عليها.
تعريف اليوغا الهوائية
تجمع اليوغا الهوائية بين حركات “الأسانا” التقليدية، وهي تلك التي تعتمد عليها اليوغا التقليدية، وحركات الفنون الجوية، التي تعتمد على الأقمشة لمساعدة من يمارسها على تشكيل حركات جسمه بالشكل الصحيح.
وهناك العديد من الحركات التي يعتمدها هذا النوع من اليوغا، من بينها الاستلقاء على القماش، أو لفه حول أجزاء معينة من الجسم، مع الاحتفاظ بأجزاء أخرى على الأرض.
إذ إن تواجد الجسم في علو عن الأرض، وهو معلق بين خيوط القماش، يجعله يخلق قوة جر، ويفتح مختلف أعضاء الجسم برفق أكثر مما إذا كان في وضعية عادية، خاصة أن هذه الطريقة تمكن من خلق نوع من التوازن.
وبالإضافة إلى دورها في مساعدة الجسم على التمدد، والحصول على مرونة عالية، فإن اليوغا الهوائية يمكن اعتبارها نوعاً من العلاج للأشخاص الذين يعانون من أمراض المفاصل، كما أنها تساعد على الاسترخاء، والتخلص من الطاقة السلبية.
تغيرات اليوغا الهوائية
حسب مجلة “healthline”، كانت اليوغا الهوائية تسمى قديماً “اليوغا المضادة للجاذبية”، إذ كان يتم استعمال الحبال المبطنة بحصائر خاصة لليوغا، من أجل القيام بالحركات المخصصة لها، قبل تغييرها إلى أقمشة.
وقد تم صناعة أول أرجوحة لليوغا من القماش سنة 2001، في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي عبارة عن مجموعة من أحزمة الحرير المتصلة بالمقابض وحاملات القدم.
وقد بدأ نمط اليوغا الهوائية بشكله الجديد يُعرف في العالم ابتداءً من سنة 2011، إذ أصبح من السهل العثور على استوديوهات خاصة بهذا النوع من الرياضة، يديرها أساتذة مختصون ومدربون، يعملون على تقديم النصائح الصحيحة من أجل القيام بالحركات الخاصة بها.
فوائد ممارسة اليوغا الهوائية
تُقدم اليوغا الهوائية العديدَ من الفوائد الجسدية والنفسية لمن يقوم بممارستها، أبرزها تحسين المرونة والاستقرار والتوازن، وذلك حسب دراسة أُجريت سنة 2019، والتي أكدت على أن الرياضيين الذين يمارسون تمارين هوائية يمتازون بقوة استثنائية، تمكّنهم من الحصول على مرونة وتوازن أكثر من غيرهم.
فيما تعمل اليوغا الهوائية على التقليل من مشاكل سحب وضغط المفاصل، التي تحدث بسبب الجاذبية والتقدم في العمر، من خلال حركة التعلق في القماش بالمقلوب.
كما أن هذه الحركات تقلل عوامل خطر الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية، حسب الدراسة التي أجراها المجلس الأمريكي للتمارين الرياضية (ACE) في سنة 2016.
فيما كشفت الدراسة نفسها عن أن ممارسة اليوغا الهوائية لمدة 50 دقيقة تساعد على حرق السعرات الحرارية، ما يجعلها نوعاً من التمارين المعتدلة الشدة، وتساعد على حرق الدهون.
فيما لهذا النوع من الرياضة دورٌ في تحسين الصحة العقلية، إذ حسب دراسة سابقة، تبيّن أن هناك تحسناً ملحوظاً لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر والاكتئاب عندما يمارسون اليوغا الهوائية.
أنواع تمارين اليوغا الهوائية
هناك عدة مسميات للحركات والتمارين التي تعتمدها اليوغا الهوائية، والتي تتمثل فيما يلي:
1- تمرين المحارب، والتي تحتاج إلى التوازن، وذلك لأنه يتم الوقوف في الهواء بواسطة الأرجوحة المصنوعة من القماش، والنظر إلى الأمام مباشرة، مع الحفاظ على ثبات الذراعين وشد العضلات الأساسية في الجسم.
2- تمرين الحمامة، وهو من بين الوضعيات التي تشتهر بها اليوغا التقليدية، إلا أن الفرق في تأديته هو استخدام الأقمشة المعلقة من السقف، إذا يساعد هذا التمرين على استرخاء أكبر، وتمدد أكثر للعضلات، مع جعل الظهر مستقيماً.
3- تمرين الحمامة المقلوب وهو شبيه بالتمرين السابق، لكن الاختلاف هو أن الشخص يجب أن يكون فيه مقلوباً رأساً على عقب، إذ يساعد على منح امتداد أكبر للوركين، وإعادة تقويم العمود الفقري، ومنح الصدر والكتفين تمديداً أكبر، من خلال وضع اليدين خلف الظهر، بحيث يتلامس الكفان مع بعضهما.
4- تمرين فتح الحوض، ويعتمد على مباعدة القدمين عن بعضهما، اعتماداً على اليدين، بالقدر الممكن حسب مرونة الشخص، إذ لا يهم فتح القدمين بشكل كامل في البداية، إذ إن هذا التمرين يساعد على زيادة المرونة، وهو الأمر الذي تتم ملاحظته مع مرور الوقت.
5- تمرين سوبر مان، يُسهم بشكل كبير في استهداف عضلات البطن وأسفل الظهر، ويكون الشخص في هذه الوضعية وكأنه طائر في الهواء، فيما يمكن اعتماد الحركات نفسها، لكن مع رفع رِجل واحدة، وذلك من أجل المساعدة في تمدد أوتار الركبة.
6- تمرين القوس المقلوب، ويعتمد في تنفيذه على انحناء الجسم إلى الخلف قدر المستطاع، عند الاستلقاء على القماش المعلق، مع محاولة الإمساك بالقدمين، وهو ما يحسن من مرونة الجسم.
7- تمرين النجم، وهو أسهل تمارين اليوغا الهوائية، ويلعب دوراً فعالاً في تقويم العمود الفقري، ويرتكز وزن الجسم فيه على منطقة الفخذين، مع فتح القدمين مع التعلق في القماش، ويمكن كذلك تنفيذ التمرين نفسه بالمقلوب، وهو شبيه بالوقوف على اليدين.
8- تمرين السهم، وهو أصعب التمارين، لأنه يتطلب خبرة كبيرة، ويحتاج لوجود مدرب قبل القيام به؛ إذ يعتمد على إحاطة الجسم بقماش الأرجوحة، وقلب الجسم رأساً على عقب، مع ترك القدمين مستقيمتين إلى الأعلى، إذ يساعد على الحفاظ على التوازن، والتمدد في الوقت نفسه.