25/06/2024
يتعرض الأسرى المرضى في سجون الاحتلال لجريمة طبية ممنهجة هادفة الى قتلهم ببطء، و ازدادت حدتها منذ السابع من اكتوبر الماضي، فعلاوة على معاناتهم الجسدية و النفسية من المرض، فهم محاصرون بالجوع و العطش و الحرمان من العلاج، الى جانب تعرضهم للتنكيل و التعذيب بشكل متعمد دون مراعاة لوضعهم الصحي و اصاباتهم، بل أصبحوا محط تركيز و استهداف بصورة خاصة.
و هذا ما أكده محامي هيئة شؤون الأسرى و المحررين، بعد زيارته الأخيرة لما يسمى مستشفى الرملة، و بالتحديد عندما لم يتمكن من رؤية الأسير المريض معتصم رداد ( 42 عام) من مدينة طولكرم، حيث اعتذر رداد عن لقاء المحامي لعدم مقدرته على الحركة و مغادرة السرير نظرا لصعوبة وضعه الصحي.
و يقول المحامي: ” آخر مرة قابلت فيها الأسير كانت بتاريخ 25/02/2024، في حين قامت ادارة السجون خلال هذه الفترة بنقل الأسير من سجن عوفر الى مستشفى الرملة ، ومن مستشفى الرملة الى مستشفى مدني، ثم تم اعادته الى مستشفى الرملة مرة أخرى، وبكل مرة يتم عرقلة الزيارة دون ابداء اسباب، و بناء على ذلك قمت بتقديم شكوى لمدير سجن الرملة، بعدها سمح لي بزيارة الأسير، لكن للأسف لم أتمكن من رؤيته “.
و فيما يتعلق بوضع الأسير الصحي، فهو من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اذ يعاني من التهابات خطيرة في الأمعاء، و نزيف دائما تسبب له في هبوط حاد في الدم، و يتعرض لحالات اغماء متواصلة، الى جانب ارتفاع في ضغط الدم و ضيق تنفس و عدم انتظام دقات القلب، اضافة الى آلام شديدة في الظهر و المفاصل .
و نظرا لما سبق، فرداد يتلقى ابرة شهرية، تتطلب نقله بشكل مستمر من سجن عوفر الى مستشفى الرملة، لكن الأسير أصبح يفضل التوقف عن العلاج بسبب ما يعانيه من آلام مضاعفة اثناء نقله بالبوسطة، و ما يتعرض له من معاملة سيئة جدا من قبل قوات ( الناحشون).
كما أن نقل الأسير بعد الحرب على قطاع غزة، من مستشفى الرملة الى سجن عوفر، أدى الى تدهور خطير على صحته، فقد تم احتجازه في زنزانة تفتقد لأدنى مقومات الحياة الآدمية، و تم ايقاف العديد من الأدوية التي كان يتلقاها في عيادة الرملة، اضافة الى سوء الطعام و شح الملابس و الاغطية ، مما زاد من صعوبة الأمر، ، بالوقت ذاته رفضت ادارة سجن عوفر اعادته مباشرة الى عيادة الرملة، و انتظرت وصوله لمرحلة الخطر الشديد للقيام بذلك.
علما أن معتصم معتقل منذ عام 2006 و محكوم بالسجن 20 عام، و قد تعرض خلال اعتقاله لاصابات بعشرات الشظايا، و ازداد وضعه الصحي سوءا أثناء تواجده بالسجن، حيث أمضى معظم فترة الاعتقال في عيادة سجن الرملة.