أكد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في ختام أعمال الدورة التاسعة لاجتماعاته التي عقدت في مدينة رام الله، تحت عنوان” في الذكرى السابعة والخمسين للانطلاقة المجيدة: دورة الصمود والثبات- دورة المقاومة الشعبية”، أن حركة “فتح” موحدة اليوم وأكثر من أي وقت مضى في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، وهي مع جماهيرها في الميدان، مهما بلغت التضحيات، فنحن أصحاب الأرض، والحق، وسنبقى صامدين ثابتين مرابطين حتى إنهاء الاحتلال.
وقرّر المجلس الثوري للحركة أن يبقى في حالة انعقاد دائم، وأن “فتح” متجهة نحو عقد مؤتمرها العام الثامن باعتباره استحقاقا حركيا ووطنيا.
كما قرر اعتبار خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي خارطة طريق وطنية حركية وسياسية نلتزم بها.
وجدّد المجلس الثوري لحركة “فتح” في ذكرى الانطلاقة السابعة والخمسين العهد على التمسك بالثوابت الوطنية وممارسة حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، والتأكيد على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في كل أماكن تواجده، والحرص على إنجاز الوحدة الوطنية بأوسع أطرها، وتفعيل دور ومؤسسات ودوائر م.ت.ف.
كما أكد عمق انتمائنا لأمتنا العربية المجيدة، وحرصنا على العمل العربي المشترك باعتبار فلسطين هي قضية العرب الأولى.
وشدد في ختام بيانه على استمرار تحركنا الدولي المستند للشرعية الدولية بهدف انهاء الاحتلال الإسرائيلي، والحرص على تعزيز علاقاتنا مع العالم على قاعدة إنهاء الاحتلال وليس استمرار إدارته.
ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة التزامات منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية تشارك فيها كل هذه القوى وعلى هذه الأسس، مشددا على الالتزام بإجراء الانتخابات العامة في أقرب وقت، والاستمرار في التحرك مع كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لتذليل العقبات الاحتلالية لمنعها، وخاصة في القدس.
كما دعا الأطر الوطنية ذات الصلة لفتح حوار استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار التنسيق مع الأصدقاء في روسيا الإتحادية، والصين الشعبية، وإيلاء اهتمام أكبر بالتواصل مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وفي ما يلي نص البيان الختامي:
عقد المجلس الثوري دورته التاسعة يومي 3-4/1/2022 في مقّر الرئاسة بمدينة رام الله، تحت عنوان: في الذكرى السابعة والخمسين للانطلاقة المجيدة: دورة الصمود والثبات – دورة المقاومة الشعبية، وبمشاركة الرئيس وأعضاء اللجنة المركزية للحركة.
وتوجّه الرئيس بكلمة شاملة في افتتاح الدورة، استعرض فيها خطورة المرحلة الراهنة وأهمية الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وضرورة توسيع المشاركة في فعاليات المقاومة الشعبية الباسلة في المواقع كافة، واستعرض الرئيس كذلك التحديات المفروضة على شعبنا وأهمية الاجتماع القادم القريب للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي سيتخذ قرارات حاسمة لضمان حقوق شعبنا في مواجهة الحملة الاستيطانية المسعورة، وتمادي قطعان المستوطنين بالاعتداء على أرضنا وقرانا وأهلنا بحماية جيش الاحتلال.
وقرّر المجلس الثوري اعتبار خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي خارطة طريق وطنية حركية وسياسية نلتزم بها.
وترحمّ المجلس الثوري على أرواح الشهداء كافة، وعلى روح الأخ د. حنّا عيسى عضو المجلس الذي ارتقى للعلى بعد دورتنا السابقة، وتوجه المجلس بالتحية للأسرى البواسل كافة: وخاصة للأخ كريم يونس عضو اللجنة المركزية للحركة الذي يدخل عامه الأربعين في الأسر، والأخ مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية، والأخ زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري، وهنأ المجلس المناضل هشام أبو هواش على انتصاره على السجّان، ووجه التحية للأخ المناضل ناصر أبو حميد في صراعه مع السجاّن والمرض والإهمال الطبي المتعمد، والتحية موصولة لكل الأسيرات والأسرى وللأخ القائد أحمد سعدات وشيخ الأسرى الأخ فؤاد الشوبكي .
وتوجه المجلس الثوري كذلك بالتهنئة والإكبار لشعبنا الصامد بالذكرى السابعة والخمسين للانطلاقة المجيدة وبمناسبة حلول أعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة.
واستمع المجلس لتقرير أمانة سرّه وتقرير اللجنة المركزية وبعد نقاش مستفيض، فإن المجلس الثوري يؤكّد على ما يلي:
أولاً: على المستوى الداخلي لحركة “فتح”
إنّ حركة فتح موحدة اليوم وأكثر من أي وقت مضى في مواجهة الاحتلال وقطعان المستعمرين، وهي مع جماهيرها في الميدان مهما بلغت التضحيات، فنحن أصحاب الأرض والحق وسنبقى صامدين ثابتين مرابطين حتى إنهاء الاحتلال.
من ناحية أخرى فإن فتح متوجهة نحو عقد مؤتمرها العام الثامن باعتباره استحقاقاً حركياً ووطنياً، وتستمر اللجنة التحضيرية للمؤتمر بعملها، وكذلك اللجان الفرعية المنبثقة عنها حتى نصل لعقده وانجاحه، وقد أقرّ المجلس الثوري في هذه الدورة بابين جديدين في النظام الداخلي للحركة حول المرأة والشبيبة لتعزيز مشاركتهما في العمل الحركي وقرر أن يبقى المجلس الثوري في حال انعقاد دائم.
ويوجه المجلس التحية لكافة الأقاليم على إحياء ذكرى الانطلاقة بهذا الشكل اللافت والهام وعلى وجه الخصوص تنظيمنا في المحافظات الجنوبية على تألقهم والتزامهم بإحياء الذكرى، والتحية موصولة للشبيبة الفتحاوية على دورها الأساسي في هذه الاحتفالات.
ثانيا: في المجال الوطني
أقرّ المجلس الثوري استمرار الحوار الوطني ابتداءً بشركائنا في منظمة التحرير الفلسطينية، وستبذل حركة فتح كل جهد ممكن لإنجاح هذا الحوار، ونستمر بالتواصل مع كافة القوى الوطنية الأخرى لمواجهة الاحتلال وإجراءاته. كما ندعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة التزامات م.ت.ف والشرعية الدولية تشارك فيها كل هذه القوى وعلى هذه الأسس.
إن الاجتماع القادم للمجلس المركزي يكتسي أهمية مفصلية، حيث سيكون الرد الفلسطيني على انسداد الأفق السياسي نتيجة تعنت وتطرف وإجراءات حكومة الاحتلال وبطء الإدارة الأميركية وترددها بالإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها.. وحركة فتح بصدد التقدم برؤيتها لإعادة النظر بقواعد الاشتباك مع الاحتلال على ضوء ممارسته على الأرض، من امتداد الاستعمار الاستيطاني، والعدوان المستمر والمتصاعد لقطعان المستعمرين بحماية جيش الاحتلال، وهدم البيوت وحصار القدس، وحصار غزة، واحتجاز الجثامين وقرصنة أموالنا وغيرها من إجراءات عدوانية.
إن الوضع الراهن أصبح لا يطاق ولا يمكن القبول باستمراره، وحركة فتح مصممة على الاستمرار بقيادة شعبها لتغيير هذا الوضع، والانعتاق من الاحتلال وتجسيد استقلالنا الوطني، من جهة أخرى فإننا ملزمون بإجراء الانتخابات العامة في أقرب الآجال، ونستمر في تحركنا مع كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لتذليل العقبات الاحتلالية لمنعها وخاصة في القدس، إن إجراء الانتخابات المحلية في مرحلتها الأولى بنجاح وتوجهنا إلى المرحلة الثانية في 26/3 القادم لخير دليل على التزامنا بصندوق الاقتراع لتجديد الشرعيات كافة.
إن المجلس الثوري يؤكد التزام حركة فتح بتصعيد وتيرة المقاومة الشعبية واتساعها، وانخراط أطرها كافة في فعالياتها، لأن كسر شوكة قطعان المستوطنين أصبحت ضرورة حتمية، وستقدم حركة فتح كل طاقاتها وكادرها في هذه المقاومة الشعبية، وفي كل المواقع ونسعى لتشكيل قيادة موحدة من كل القوى الوطنية، وتفعيل لجان الحماية في كل المواقع والقرى، ويتوجه المجلس بتحية إكبار واعتزاز لأهلنا الصامدين المقاومين في بيتا، وبيت دجن، وبرقا، وكفر قدوم والأغوار الشمالية ومسافر يطا والخليل وفي المقدمة تحية للقدس العاصمة في الشيخ جراح وباب العامود وسلوان وعلى بوابات المسجد الأقصى المبارك.
وتؤكد حركة فتح مجدداً على مركزية القدس، عاصمتنا الأبدية وعنوان حقوقنا الوطنية الثابتة وملتزمون بالاستمرار بمقاومة الاحتلال والاستيطان فيها، وكذلك سياسات التهويد والعزل وهدم البيوت والتدنيس اليومي لباحات المسجد الأقصى المبارك باعتبار ذلك خطراً داهماً يهدد بحرب دينية شعواء تتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها. وستبقى فتح في مقدمة النضال اليومي للحفاظ على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس وكذلك الأمر في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
ويؤكد المجلس على ضرورة تفعيل اللجنة العليا للقدس، وإعادة تشكيل وتفعيل أمانة العاصمة وتقديم وتفعيل كل قرارات وموازنات الدعم المخصصة للقدس.
وبالنسبة للمحافظات الجنوبية، فإن المجلس الثوري يؤكد على وحدة الوطن أولاً، وعلى ضرورة تنفيذ القرارات الخاصة بحقوق شعبنا وكادرنا في غزة التي تبقى مهد الثورة وقلعة حصينة لها، وحركة فتح تتصرف على هذا الأساس.
وتجدد دعوتها لحماس لالتقاط الدعوة الصادقة من حركتنا لاسترداد الوحدة السياسية والجغرافية للوطن مع شراكة سياسية تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة التزاماتنا بالشرعية الدولية.
إنّ الحركة الأسيرة تواجه اليوم تحديات إضافية من المحتل وأجهزته، وحركة فتح تؤكد على إصرارها بالإيفاء بالتزاماتنا الوطنية إزاء الأبطال الأسرى، وعائلاتهم، وكذلك الأمر إزاء عائلات الشهداء والجرحى ونحن ملتزمون بتوحيد جهد الحركة الأسيرة وإعادة تنظيم صفوفها للعودة للفعل الجماعي المؤثر، مع استمرارنا بفضح ممارسات الاحتلال من تعذيب وعزل واحتجاز جثامين الشهداء الأسرى، ومتابعة أوضاع الأسيرات الماجدات والأسرى المرضى وكبار السن والأطفال، والاستمرار ببذل كل جهد سياسي ممكن لإطلاق سراح كافة الأسرى، ابتداءً بالدفعة الرابعة من قدماء الأسرى الذين لم يطلق سراحهم في حينه حسب الاتفاق معنا ومع الولايات المتحدة الأميركية.
إن حركة فتح تلتزم بمواصلة النضال من أجل حقوق اللاجئين، وعلى رأسها حق العودة والتعويض لكل اللاجئين والمهجرين والمبعدين وعودتهم إلى الأرض والممتلكات التي هجروا منها استناداً لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، وملتزمون بالعمل على دعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين(الأونروا) بالتنسيق مع الدول المضيفة الشقيقة وحثها على عدم تقليص خدماتها إزاء جموع اللاجئين وعلى وجه الخصوص في سوريا ولبنان وأن تعيد ما قامت بإيقافه مؤخراً من مساعدات شهرية للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان.
كما يدعو المجلس إلى دراسة آليات انتخاب اللجان الشعبية للخدمات في المخيمات لضمان مشاركة أوسع من أبناء المخيمات في اختيار ممثليهم في اللجان، مع تنسيق لذلك مع دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية.
إن المجلس الثوري باسم حركة فتح يؤكد على مقاومة الاستعمار الاستيطاني في كل المواقع كما يرفض ويواجه قوانين الفصل العنصري التي تشنها سلطات الاحتلال بما في ذلك ما يسمى (يهودية الدولة)، وندين بأشد العبارات موقف ما يسمى القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس في دعم كل هذه القوانين والإجراءات بما في ذلك إدخال قوات الاحتلال للسجون، ورفض إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس واستمرار احتجاز جثامين شهدائنا.
ثالثا: على المستوى الإقليمي
نحن حريصون على تفعيل آليات العمل العربي المشترك، والتأكيد والالتزام بقرارات القمم العربية المتعاقبة وكذلك الأمر حول مبادرة السلام العربية كما هي، وقرار القمة العربية في بغداد عام 1980، ودمشق عام 1990 حول “أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل تقطع الدول العربية العلاقة معها”، إن حركة فتح ترفض وتدين أي خرق لهذه المبادرة، خاصة التطبيع من بعض الحكومات العربية.
ونحن نتوجه للقمة العربية القادمة في الجزائر الشقيقة بحرصنا على أعلى درجات التنسيق مع الأشقاء، وإعادة فلسطين لصدارة الاهتمام باعتبارها القضية المركزية للأمة، ويثّمن المجلس الثوري الدعم السياسي والمادي والمعنوي الذي تقدمه دولة الجزائر الشقيقة لشعبنا وقضيته العادلة.
ويدعو المجلس الثوري كافة الدول العربية لتفعيل شبكة الأمان المالية لفلسطين. كما أن حركة فتح تؤكد على أهمية وعمق التنسيق الفلسطيني الأردني المصري في المجالات كافة.
وحركة فتح تتوجه لمنظمة التعاون الإسلامي على نفس الأسس للحفاظ على القدس التي كانت سبب إنشاء المنظمة وكل اللجان المنبثقة عنها.
رابعا: على المستوى الدولي
رغم الظلم التاريخي المتواصل على شعبنا واستمرار الاحتلال إلا أننا دعاة السلام العادل القائم على الشرعية الدولية وقراراتها، وفتح تعمل على نسج أفضل العلاقات الفلسطينية مع العالم على أساس الحقوق الوطنية لشعبنا.
لقد أعطت فلسطين بقيادة م.ت.ف كل الوقت وكل الفرص لإنجاح عملية سياسية جادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ورغم الالتزامات والتعهدات الواردة من الرئيس بايدن، وأركان إدارته، إلا أن شيئاً لم ينفذ منها، مما سيدفعنا لاتخاذ إجراءات محددة إزاء هذا الوضع في اجتماع مجلسنا المركزي قريباً ونحن نطالب بتحرك دولي عاجل يبدأ باجتماع وزاري للجنة الرباعية يدعو لمؤتمر دولي ذي صلاحيات، يضع جدولاً زمنياً مقبولاً للبدء بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين شعبنا من تجسيد استقلاله وممارسة سيادته في دولته المحتلة على أرض وحدود عام 1967م والقدس الشرقية عاصمة لها.
كما أن حركة فتح تدعو الأطر الوطنية ذات الصلة لفتح حوار استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار التنسيق مع الأصدقاء في روسيا الإتحادية، والصين الشعبية، وإيلاء اهتمام أكبر بالتواصل مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وفي هذا الصدد ندعو الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي لمنع عضوية إسرائيل المراقبة في هذا الاتحاد.
إننا نواجه بقوة كل محاولات الاعتراف الصريحة أو غير المباشرة لبعض الدول بضم الاحتلال للقدس الشرقية المحتلة، وفتح مكاتب تمثيل تجارية أو دبلوماسية هناك، ونعتبر ذلك مرفوضاً ومخالفاً للشرعية الدولية وقراراتها حول القدس.
إن حركة فتح تطالب المجموعة الدولية بالإيفاء بالتزاماتها القانونية المنصوص عليها باتفاقات جنيف، وفرض احترام هذه الاتفاقات، وفرض العقوبات على قوة الاحتلال التي تخرق يومياً هذه الاتفاقات، وتجدد فتح دعمها غير المشروط لحركة المقاطعة BDS، كما تدعو لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحماية الدولية لشعبنا.