بقلم: مجدولين زكارنة
أحرار أنتم تحت التراب تنتظرون معانقة عائلاتكم فتعانق أرواحكم السماء قبل ذلك.
74 أسيرا تجرعوا مرارة المرض والأسر والاهمال لينضموا لركب الشهداء وآخرهم حسين مسالمة شهيد الاهمال الطبي بحق الاسرى، الذي استشهد أمس بالمشفى الاستشاري في رام الله.
14 فحص دم أجرت إدارة سجون الاحتلال للأسير مسالمة الذي حاول اثبات أنه مريض طيلة عامين ونصف من الألم والمعاناة وفي كل مرة يقولون له “ما في عندك شي “.
بعد أن ساء وضعه الصحي وزاد الألم اكثر تم نقله الى مشفى سوروكا مقيد القدمين واليدين والسجانون فوق رأسه.
“الكلبشات كانت متعبة أكثر من المرض”. قال الأسير مسالمة في مقابلة سابقة وهو يرقد في مشفى الاستشاري برام الله بعد أن أصدرت سلطات الاحتلال، قرارا بالإفراج عنه بتاريخ 14/2/2021
وتلقى مسالمة جرعة كيماوي واحدة وهو “مكلبش” في مشفى سوروكا بعدها تم تخديره لأكثر من 40 يوما دون علمه في العناية المركزة، يقول عن تلك التجربة: “شعرت أني بعالم تاني واني نمت سنتين ما شفت دكتور بعد ما فقت ولما أهلي زاروني كان التواصل بيني وبينهم صعب جدا”.
ولم تتمكن والدته عندما رأته بعد غياب أن تتعرف عليه فكان جسده منتفخ بشكل كبير وتقول والدته والدموع تسيل من مقلتيها: “هادا مش ابني ما عرفته لما شفته، خبا عنا انو مريض وتحجج بالكورونا كنت أصحى بالليل أصرخ وأبكي بعد ما شفته”.
وقال الشهيد مسالمة في وقت سابق قبل استشهاده ” الي سنتين بعاني همي خلوني أعاني ما شخصولي حالتي والمرض زاد معي، مش بس حسين بعاني كتير أسرى بعانوا الاهمال لحالتي هو الي وصلني لمرحلة الموت، أنا انعرف مصيري ولكن اخواني الأسرى يجب الاهتمام بهم”. قال هذه الكلمات وانقطع ماتبقى من اكسجين داخل رئتيه.
ويعاني من الاهمال الطبي في سجون الاحتلال نحو 550 أسيرا منهم 13 أسيرا مبتوري الاطراف ومقعدين ومصابون بأمراض مختلفة ويعانون من آثار الإصابة برصاص الاحتلال، يقبعون في عيادات سجن الرملة، لم يتلقوا سوى أدوية مسكنة.
فرحة حسين بأنه سيموت بين والديه كانت كبيرة “أنا مبسوط إني بين ايدين إمي وأبوي ورح أموت برا السجن ” يقول حسين بعد ان استجمع قواه بعد تلقيه جرعة كيماوي.
وبدوره قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس لصوت فلسطين، إن إدارة سجون الاحتلال تنحرف عن محددات القانون الدولي والإنساني بممارستها سياسة الإهمال الطّبي بشكل متعمد وممنهج ضد الأسرى داخل السجون، مطالبا بضرورة دفع قضية الاسرى لمركز الاهتمام لردع إسرائيل عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الاسرى.
يذكر أن الأسير مسالمة (39 عاما)، من بلدة الخضر جنوب بيت لحم اُعتقل عام 2002، وصدر بحقه حكما بالسّجن لمدة (20 عاما)، أمضى منها نحو (19 عاما).