بقلم: مجدولين زكارنة
سينام بابا طويلا اليوم يا وفاء ولن تفيد كل مشاكساتك في جعله يستيقظ كما كل صباح.
ستظل وفاء ابنة العام والنصف وقتا طويلا تظن أن والدها نائما فهي لا تدرك للموت معنى وستظل تقبل صورة والدها على مدى سنين عمرها القادمة فقد أصبحت ابنة شهيد بعد ارتقى جميل شهيدا فجر اليوم في نابلس.
ربما تردد وفاء ابنة العام ونصف كلمة بابا كما اعتادت أن تقولها دوما ولكن لن يظهر لها الا مجرد صورة على هاتف والدتها التي أصبحت أرملة فجأة بلا زوجها جميل الكيال يا لفظاعة هذه الكارثة التي حلت عليها.
جميل لن يعود ستبحث عنه طفلته وفاء في كل رجل تراه، مبكرا تيتمت وفقدت الأمان والسند الذي تشعر به كل البنات تجاه الأب ولن تستقبله عند الباب منتظرتا ما تحمل يداه لابنته الوحيدة.
جميل الكيال 30 عاما، أسيرا محررا وجريحا، قال أحد أصدقائه أنه استشهد مرتين الأولى عندما توفيت والدته وهو معتقلا في سجن مجدو.
أصحاب الشهيد غطوا دماء صديقهم بالورود وأحاطوها بالأحجار وذرفوا الدموع على صديق طيب المعشر أذاقه الاحتلال المر مرات ومرات ليعاود الكرة تجاه طفلته وفاء وزوجته اللتين ستعودان اليوم الى البيت بلا جميل.