بقلم: مجدولين زكارنة
يبيت أطفال خربة بزيق شمال طوباس في العراء منذ أيام يواجهون بأجسادهم الغضة برد ديسمبر القارص فخيامهم التي تأويهم مزقتها أنياب جرافات الاحتلال التي شردت السكان لتنفيذ ماتسمى “تدريبات عسكرية”.
لم يستطع محمد نصر الله أخذ أي شيء من مستلزمات منزله، خرج برفقة عائلته إلى العراء عقب اقتحام جنود الاحتلال بعتاد عسكري غير مسبوق، خربة بزيق، وانتشرت بين الخيام تدمرها وتشرد سكانها وتدوس بجنازير الجرافات مئات الدونمات الزراعية.
ويقول نصرالله لموقع تلفزيون فلسطين :”هدمت جرافات الاحتلال 8 خيام كانت تؤوي عائلتي وماشيتي، الآن أصبحنا بلا مأوى، يبيت الرضع في العراء منذ 3 أيام”.
وداست دبابات الاحتلال طابون الخبز وخلطت الجبن بالزيت، ودمرت خزانات المياه، والخلايا الشمسية، وهجرت 10 عائلات قضوا لياليهم تحت الصخور والأشجار في الجبال، في مجزرة تطهير عرقي مستمرة خلقت مأساة حقيقية.
قرابة 500 دونم زراعي خربها الاحتلال، وبات استصلاحها صعباً، حسب ما قال رئيس مجلس قروي خربة ابزيق عيد المجيد خضيرات لموقع تلفزيون فلسطين.
واضاف خضيرات، أن أهالي خربة بزيق يملكون طابو في ملكية أراضيهم وتتعمد سلطات الاحتلال في كل فصل شتاء تكثيف تدريباتها العسكرية في الأغوار لتشريد العائلات الى العراء.
تحاول الجهات الرسمية توفير خيام وكشافات لأهالي خربة بزيق ولكن يقول نصرالله أنها غير كافية ولاتفي بالغرض كماً ونوعاً.
4 عائلات هدمت خيامها ذاتيا تجنبا لتخريب مستلزماتهم الحياتية بأنياب الجرافات الاحتلالية.
16 ساعة من التشريد يوميا، يقول خضيرات إن أوامر الإخلاء تستمر من الساعة السادسة صباحاً الى الثالثة فجراً.
ويضيف خضيرات: :أن الجهاد الحقيقي هو ما يعيشه سكان خربة بزيق نرفع لهم القبعات احتراماً وتقديراً”.
ويقول نصرالله أحد المشردين من خيامهم:” زوجتي عاجزة قضت ليال في العراء، حالنا يبكي الحجر”.
وتسلم سكان خربة بزيق اخطارات إخلاء ليوم الأحد القادم لصالح تدريبات الاحتلال العسكرية استمرارا لمجزرة التطهير العرقي بحق سكان خربة بزيق.
في مرمى الرصاص يعيش أهالي خربة بزيق ولم يعد الماء والعشب مقصد البدو الأساسي في الأغوار كما جرت العادة للاستقرار فالنجاة بأطفالهم من رصاصة اسرائيلية قد تنهي الحياة، بات هدفا أسمى، المئات اصيبوا بانفجار مخلفات الاحتلال. وإن تجولت في بيوت الغوريين سترى الكثير من الأطفال المبتورة أصابعهم جراء مخلفات قوات الاحتلال من القنابل والألغام.