تدمير الاحتلال للبنية التحتية يغرق منازل في مخيم جنين بمياه الأمطار

ليلة أمس كان منزل جمال مرعب في مخيم جنين يشبه إلى حد كبير حوض السباحة، تملأ المياه غرفه بالكامل، بعد ليلة ماطرة شهدها المخيم الذي يتعرض لتدمير ممنهج في البنية التحتية من قبل الاحتلال.

دمرت جرافات الاحتلال العملاقة وجرفت شبكات الصرف الصحي والمياه والشوارع وخطوط الكهرباء، ما تسبب بانسياب مياه الأمطار من الشوارع إلى منزل مرعب وجيرانه في المخيم.

 يقول مرعب، “غرقنا في المياه العادمة، التي فاضت في الشوارع المدمرة أمام المنزل، بعد تجريفها من قبل الجرافات وآليات الاحتلال الثقيلة، دخلت كل المياه العادمة المختلطة بمياه المطر إلى بيتي والبيوت المجاورة، ومنذ الأمس ونحن نحاول سحب المياه من المنزل”.

وفي ساحة المخيم، كانت 6 منازل تحوي 10 عائلات فلسطينية تغرق في مياه الامطار القادمة من الشارع الرئيس الذي دمرته جرافات الاحتلال قبل يومين للمرة الثالثة خلال أسبوع.

“وصلت المياه إلى ارتفاع 80 سم تقريباً، وفي الليل لم يكن هناك أي حل لكل هذه الكمية من المياه، لكننا منذ صباح اليوم نحاول سحبها من المنزل وتجفيفه، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني”، يقول مرعب.

ويضيف، “المشكلة أن هذه المياه ملوثة، فهي مياه عادمة مختلطة بمياه الأمطار، بمعنى أن كل المنزل الآن تعرض للجراثيم والأوساخ، عدا عن الخراب الكبير الذي طال كل شيء بداخله”.

ورغم محاولات بلدية جنين والطواقم المختصة لإزالة ركام الشوارع المدمرة، وإعادة تصليحها، إلا أن مشكلة تضرر شبكات الصرف الصحي بشكل كبير ستأخذ وقتاً كبيرا، ناهيك عن استمرار الاقتحامات الإسرائيلية التي تتعمد في كل مرة إعادة تجريف الشوارع حتى بعد محاولة ترميمها.

ويتابع، “عند أي منخفض جوي قادم سيعاد تكرار المشهد في منازلنا، وهذا ما نخشاه، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وبدء المنخفضات الجوية على البلاد”.

ويضيف أنه اضطر ليلة أمس للمبيت في الطابق الثاني لمنزله وهو منزل أحد أبنائه لأنه لم يستطع الخروج إلى خارج المنزل بسبب ارتفاع منسوب المياه فيه.

وبمساعدة جاراتها في نفس الحارة تحاول تهاني الغول تنظيف غرف منزلها، واعادة تعقيمها وتجفيف بقع المياه المتبقية فيه بعد سحب مياه الأمطار.

وتقول لـ “وفا”، ” كانت ليلة متعبة وصعبة، دخلت مياه الأمطار على منازل الحي كلها، وغرقت كلها بالمياه، عائلتي تضم 11 طفلا، غرقت اغطيتهم وفراشهم بالمطر، واضطرنا لإخلاء المنزل”.

تركت تهاني وعائلتها البيت الغارق في الامطار والمياه العادمة، وباتت ليلتها عند أحد المعارف، وفي الصباح عادت للمنزل مع أولادها لمحاولة تجفيفه وسحب المياه منه.

تقول” كل أثاث المنزل، كل العفش الخشبي تبلل وتلف، اليوم أحتاج لإعادة تأثيث منزلي من جديد، بقي الأثاث في المياه لأكثر من 18 ساعة”.

وتضيف، “حتى بعد تجفيف المياه، البيت الآن كله رطوبة، وصل ارتفاع الماء فيه 50سم تقريباً، أولادي حملوا أطفالهم وكانت المياه تصل إلى أعلى ارجلهم”.

وتخشى العائلات المتضررة من عودة غمر منازلهم بالمياه في حال نزول المطر في الأيام القادمة. وتعقيبا على ما حدث، تقول بلدية جنين أن الدمار في البنية التحتية شمل كافة حارات المخيم وأطرافه، وأن نسبة الدمار في الشوارع وشبكات الصرف الصحفي تصل إلى 90% وهو ما يحتاج إلى جهد مضاعف لإعادة تأهيل المناطق والطرق المدمرة.

وقال رئيس البلدية نضال عبيدي لـ “وفا”، إن طواقم الدفاع المدني والبلدية لم تستطع ليلة أمس العمل على الأرض بسبب غزارة الأمطار وصعوبة الجو، لكن منذ ساعات الصباح تعمل طواقم البلدية والأشغال والدفاع المدني في تجفيف برك المياه المتجمعة في البيوت والشوارع ورفع الركام وإعادة تسهيل الطرق وتعبيدها.

وتابع، “عملنا في أكثر من منطقة على تجفيف المياه من المنازل وتسهيل الشوارع لتتمكن السيارات ومركبات الإسعاف من السير عليها، كان أولها منطقة ساحة المخيم، ونعمل حتى الآن على حصر الأضرار في باقي شوارع وحارات المخيم والمناطق الملاصقة له والتي طالها دمار الاحتلال”.

وفي ظل الظروف الاستثنائية والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المواطنين وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية، تبقى مياه الأمطار أقل خطورة على حياتهم مع وجود آلات قتل بشرية متعطشة لدماء الفلسطينيين بشكل غير مسبوق.