مشد عالق في الذاكرة .. ويصعب نسيانه.. سيدة تلف رأس شهيد بالكوفية .. تغني له ترويدات الوداع على مقربة من عتبة المنزل وبيت الدرج .. في مخيم جنين بصوتٍ حزين مرتجف: “مع السلامة يما.. مع السلامة يا مسك فايح”. هكذا ودّعت السيدة أم العبد خريوش صديق ابنها الشهيد عز الدين صلاحات (22 عامًا)، الذي كان قدره أن يستشهد على باب منزلها خلال المجزرة البشعة التي نفذها جيش الاحتلال في مخيم جنين شمال الضفة الغربية صباح يوم الـ 26 من يناير/ كانون 2023.
ثلاث ساعات مرّت و”أم العبد” تعانق الألم، تمسح على رأس الشهيد بيدها، تتحسّس ملامحه، وتغني له، وكأنها تهيئ عريسًا لزفته.