المؤتمر التشاوري للمراكز الثقافية يوصي بضرورة استقلالية القطاع الثقافي ماليا

أوصى المؤتمر التشاوري للمراكز الثقافية في فلسطين، بضرورة العمل على تشجيع الصناعات الثقافية والابداعية بمجالاتها الواسعة، وتقديم مقترحات لمشاريع تعزز هذا التوجه المحلي.

كما أوصى المؤتمر الذي عقدته وزارة الثقافة، بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، بضرورة أن يدرس القطاع الثقافي الاستقلالية المالية للمؤسسات الثقافية بعيدا عن كل الشروط والأجندات.

وشدد على ضرورة أن يواكب القطاع الثقافي التطورات العالمية، لا سيما فيما يتعلق برقمنة الثقافة خلال الأزمات ومن أجل تخطي حواجز الاحتلال الإسرائيلي، ولتعزيز الثقافة والترويج لها عبر المنصات الرقمية العالمية.

وأكد المؤتمر الذي عقد بين رام الله وغزة، عبر تقنية “الفيديو كونفرس” ضرورة زيادة مساهمة القطاع الثقافي في التنمية والاقتصاد الوطني، الأمر الذي ينعكس إيجابا على موازنة الحكومة للقطاع الثقافي، وموازنة المانحين والجهات الدولية له.

وناقش المجتمعون قضايا تتعلق بتقييم الواقع الثقافي وآفاقه المستقبلية، والإمكانات المتاحة وسبل تطويرها، ودروسا مستفادة من أداء القطاع الثقافي خلال الجائحة.

وتناولت جلسات المؤتمر مواضيع عدة أبرزها: القطاع الثقافي في فلسطين بعد الجائحة، ومقترحات لسبل التعافي، وتعريف باتفاقية اليونسكو للعام 2005 حول حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، وأثر الجائحة على القطاع الثقافي والثقافة الرقمية في فلسطين، والدور التكاملي لوزارة الثقافة والقطاع الثقافي لتعزيز الصناعات الثقافية الإبداعية – الخطط المستقبلية.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إن الثقافة كانت دوما جزءا أساسا من حياة الشعوب، لارتباطها بطقوسها وشعائرها وتراثها وهويتها وتفاصيل الحياة اليومية، هذا الالتحام بين الثقافة والحياة ميّز الفعل الثقافي للدرجة التي باتت فيها الثقافة مكونا في كل شيء، وأن ما أصاب حياتنا بشكل عام ترك أثره على كل تفصيل في المشهد الثقافي.

وأضاف أن الثقافة تأثرت ليس كفعل إبداعي، إذ أن الكتّاب واصلوا الكتابة، والموسيقيين واصلوا العزف والغناء، وظل سدنة التراث يحافظون عليه، ولكن الذي تأثر الحراك الثقافي الجماعي أي النشاطات التي بحاجة للجمهور.

وتابع أبو سيف: “لقد باتت الثقافة الرقمية جزءا من أي فعل ثقافي مستقبلي، ففلسطينيا ساعدتنا التجربة في تطوير العمل الثقافي الفلسطيني الشامل، وهنا التركيز على الشامل، لأن الثقافة الفلسطينية ليست في رام الله وغزة والسياق الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي من تشتيت وتجزئة وما نتج عنه من وجود شعبنا في كل بقاع الأرض بحاجة إلى نظرة أخرى في التعامل، اكتشفنا أن هذه الاستجابات الفورية خلال “كورونا” جعلتنا نتجه نحو دمج أكبر للفنانين والكتاب والمسرحيين الفلسطينيين في الشتات، لأنه عبر الوسائط فإن الفنان أو الكاتب في الشارع المجاور ليس أكثر قربا من الفنان أو الكاتب الفلسطيني في اليرموك أو برج البراجنة، فهنا التفكير كيّف لنا تطوير توظيف الثقافة الرقمية في حياتنا.

وتطرق إلى مساهمة الثقافة في الاقتصاد، متسائلاً: هل قطاعنا جزء من التنمية؟ لافتا إلى أن المساهمة من قبل القطاع الخاص في الثقافة ضعيفة.

ودعا إلى ضرورة أن تخصص البلديات جزء من موازنتها وجبايتها لتنشيط الوضع الثقافي، مشيرا إلى أن هناك ضعفا في البنية التشريعية المنظمة لقطاع الثقافة، وفي البنية المادية، مشددا على ضرورة أن تكون شراكة جماعية في رفعة القطاع الثقافي.

من ناحيتها، قالت ممثل منظمة “اليونسكو” في فلسطين، مديرة مكتبها في رام الله نهى باوزير، إن هذا المؤتمر هو جزء من مشروع إعادة تشكيل السياسات الثقافية لتعزيز الحريات الأساسية وتنوع أشكال التعبير الثقافي، بتمويل من حكومة السويد، وتنفذه اليونسكو في 16 دولة حول العالم، بما في ذلك فلسطين، حيث تمكنت فلسطين، ووزارة الثقافة على وجه الخصوص، من تقديم تقريرها الدوري الرباعي الثاني في أكتوبر 2020 حول تنفيذ اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.

وأكدت باوزير استثمار اليونسكو ودعمها للرقمنة والتعزيز المستمر للسجل الوطني للتراث الثقافي غير المادي الذي تحتفظ به وزارة الثقافة وتقوم بتحديثه بانتظام.

وأكدت التزامهم بمتابعة المزيد من العمل مع وزارة الثقافة والعديد من المؤسسات والمراكز الثقافية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة لتنفيذ كل من اتفاقيات عامي 2003 و2005 التي توفر لفلسطين منصة عالمية فريدة للتعاون.

وتابعت باوزير أن اليونسكو تعمل منذ فترة طويلة بالشراكة مع المجتمع المدني والمراكز الثقافية في مشاريع ومبادرات مشتركة تستهدف مجالات الثقافة المختلفة، من خلال الدراسات والتقارير ورواية القصص وتوثيق الممارسات التقليدية، مؤكدة على إيمان اليونسكو بتعزيز القدرات وتعزيز وعي المجتمعات المحلية على النطاق الأوسع للثقافة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الرواية الفلسطينية والحفاظ على ثقافة حية وحيوية.