فجر وفاة عاملة أردنية بإحدى معامل الخياطة في منطقة الأزرق استياءً وغضبًا عارمًا في المملكة الأردنية، وأعاد تسليط الضوء على الظلم والعبودية الذي قد يتعرض له الأفراد في العمل.
ففي التفاصيل، تعرضت “حمدة شبيب” للإهانة والإساءة والصراخ والتهديد بقطع رزقها من قبل رب عملها، ما أسفر عن إصابتها بنزيف دموي شديد نتيجة لإنفجار في “أم الدم”، بعد معاناتها من الغضب والحزن الشديدين، ما أدى إلى وفاتها.
وتقدم كل من زوج المتوفاة، وأطفالها، ووالدتها، وشقيقها، بشكوى ضد الشركة التي يمكلها أجانب من الجنسية الأسيوية، بحسب ما ورد في وسائل إعلام محلية، تتعلق بالإيذاء النفسي والمعنوي، والإكراه المفضي إلى القتل، بحدود أحكام المواد 326، و330، و67 من قانون العقوبات الاردني.
وبحسب الشكوى المقدمة، فـ “المشتكى عليه” البالغ عددهم 7 أشخاص، قاموا بالضغط على “المجني عليها” وإيلامها نفسيًا ومعنويًا، وحاولوا إكراهها على العمل أو تركه.
وأدى ذلك إلى دخولها في نوبة بكاء وغضب وانفعال شديدين، أسفر عن سقوطها داخل المشغل وأمام العاملين المشتكى عليهم، ودخولها في غيبوبة.
ويثبت الواقعة، التصوير المأخوذ من كاميرات المراقبة داخل المشغل، ومكتب المشتكى عليهم، بالإضافة إلى التقارير الطبية التي عللت سبب الوفاة بشكل واضح لا لبس فيه.
تتمتع بصحة جيدة
ذكرت الشكوى، أن حمدة التي تعمل بوظيفة الخياطة منذ نحو سنة، لا تعاني من أية أمراض أو إصابات، وتتمتع بصحة جيدة وبنية جسمية صحية جيدة، ولم يسبق لها أن اشتكت من أي أمراض أثناء فترة عملها، وهذا ما أكدته والدتها في مقطع فيديو تم تداوله، والتي أكدت أيضًا على الضغط الهائل الذي كانت تتعرض له حمدة أثناء عملها في مشغل الخياطة.
وفي السياق، أفاد تقرير الطب الشرعي بأن حمدة وصلت إلى المركز الصحي متوفية بتاريخ 30\9\2021، إذ وجدت الفحوصات الطبية أن جثتها خالية من أية علامات إصابية، كما أظهر تشريح الجثة وجود نزف دموي واسع أسفل عنكبوتية الدماغ، وانفجار في أم الدماغ الخلقية، وتجمع دموي متجلط بكمية كبيرة حول “أم الدم”.
وعلل سبب الوفاة بالنزف الدموي تحت عنكبوتية الدماغ الناتج عن انفجار “أم الدم” الشرياني لحلقة ويليس.
قضية رأي عام
وباشر مدعي عام منطقة “الأزرق” التحقيق في قضية حمدة الخياطة لمعرفة المتسببين في وفاتها، وفق ما كشف عنه القاضي السابق لدى محكمة الجنايات الكبرى، المحامي نائل العموش، الذي قدم لائحة شكوى بناءً على التقارير الطبية، وتقرير التشريح وأقوال شهود العيان وأقوال ذوي المتوفيه.
وفي تصريح لـ”رؤيا” الأردنية ، أشار العموش إلى أن “قضية حمدة من القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها والتعامل معها كقضية رأي عام، لكونها تشكل عنفًا داخل المؤسسات والشركات الربحية التي تعمل على توظيف الأشخاص من الطبقة الفقيرة والمحتاجين إلى العمل لسد احتياجاتهم عبر مهن يمارسونها لتمكنهم من العيش الكريم”.
وأثارت الواقعة ردود فعل غاضبة ومنددة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطلقين وسم #حمدة_الخياطة، للتعبير عن الظلم الذي عانت منه المجني عليها، وهذا بعضٌ منها:
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء #حمدة_الخياطة pic.twitter.com/GUxuwVnXHy
— آيه الطراونه🇯🇴♥️ (@Ayaa_tarawneh) November 4, 2021
هذي القصة قصة حمدة
— Évè 🌷 (@Qadarakk) November 4, 2021
حمدة كانت أجمل وردة
ع جور الناس صبرت مدة
ع المصنع راحت واشتغلت فترة
ومن الأجنبي انظلمت حمدة
خصم راتبها
أكل حقها
صرخت نادت ما حد سمعها
فجأة وقف الصوت
طاحت حمدة
ماتت حمدة
حلفوا كل سكان الحارة انهم سمعوا حمدة من جوات القبر تصيح
يكفي ظلم وين الرحمة!#حمدة_الخياطة
“متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”
— Raghad Karasneh (@raghad_karasneh) November 2, 2021
أصبح ثمن رغيف الخبز في أيامنا هذه: عدة دريهمات، وحياة أسرة…
رحم الله الفقيدة #حمدة_الخياطة وأحسن إليها وألهم عائلتها الصبر والسلوان 😔💔 pic.twitter.com/q5SW56AqOy
حمده ما ماتت ، حمده قُتلت ، قتلها الفقر والعوز والفساد ، قتلها من أوصلها وأوصل جزء كبير من هذا الشعب لهذه الحال التي باتت فيها حياته وكرامته لا تساوي شيء ، حمده ماتت لأنهم قتلوا كرامتها وعزة نفسها ، حمده كانت كريمة عزيزة ، ثم جار عليها الزمن الوطن.#حمدة_الخياطة #ماتت_حمده
— محمد | Muhammed (@Drmuhammed95) November 2, 2021