أثار تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب، مخاوف كبيرةً من اندلاع حرب نووية مدمرة بين روسيا وحلف الناتو، حتى وإن كان استخدام أي من الدول المشاركة في العملية العسكرية سلاحًا نوويًا بعيدًا، إلا أنه يظل قائمًا.
وعلى مدار عقود، حاول العلماء إعطاء إجابات شافية لسيناريوهات محتملة لآثار أي حرب نووية مدمرة ستطال البشر والبيئة، وهذه أبرزها:
أخطرها الشتاء النووي
يعد الشتاء النووي أخطر الآثار المرعبة التي ستترتب على استخدام السلاح النووي، أو حتى حدوث قصف لمنشآت نووية.
وهو حالة تتلو مرحلة الانفجار النووي، ويؤدي في أشد حالاته إلى حدوث تغير هائل في طقس الأرض، إذ يتشبع الغلاف الجوي بالغبار الناجم عن انفجار القنابل النووية.
ويمنع هذا الغبار أشعة الشمس من الوصول إلى الكرة الأرضية، لتنخفض درجات حرارة الأرض بشكل قياسي، وتصل إلى مرحلة التجمد حتى في المناطق الاستوائية.
المجاعة العالمية
وهي مرحلة تتبع مرحلة الشتاء النووي، وبحسب العلماء تعد واحدة من أسوأ تداعيات الحرب النووية.
ففي دراسة سابقة أصدرتها جامعة نيوجيرسي عام 2011، ذكر الباحثون أن اندلاع أي حرب نووية سيؤدي إلى التسبب في فصول صيف متجمدة، وانتشار للمجاعة في أنحاء العالم.
ولن تقتل الانفجارات والحرائق والاشعاعات ملايين البشر فقط، بل سيستمر الشتاء النووي إلى أشهر أو سنوات، ما يؤدي إلى تغيير مناخ الأرض.
وخلصت دراسة أعدها باحثون من جامعة روتجرز الأمريكية، إلى أن حرارة النصف الشمالي من الكرة الأرضية في حال اندلعت حرب نووية أمريكية روسية، ستكون أقل من التجمد في فصل الصيف.
نضوب الأوزون بنسبة 75%
وفقًا لدراسة سابقة نُشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، قال العالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، والمؤلف الرئيسي للدراسة تشارلز باردين، إن نتائج أي حرب نووية سيكون لها تأثيرات على المناخ، كما أن تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية ستكون واسعة الانتشار، إلى جانب جميع الوفيات التي ستحدث فور وقوع هذه الحرب.
ووتوصل باردين وزملاؤه إلى أن الدخان الناتج عن حرب نووية عالمية سيدمر جزءًا كبيرًا من طبقة الأوزون على مدى 15 عامًا، مع نضوب الأوزون بمتوسط حوالي 75%.
وقال الباحثون إنه حتى الحرب النووية الإقليمية من شأنها أن تؤدي إلى خسارة ما نسبته 25% من حجم الأوزون، مع التعافي الذي يستغرق حوالي 12 عاما.
ونظرًا لدور طبقة الأوزون في حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فإن مثل هذه التأثيرات ستكون مدمرة للإنسان والبيئة.
مقتل الملايين والعودة للعصر الحجري
في حال وقوع هجوم نووي شامل، فإن مئات الملايين من البشر سيلقون حتفهم، وربما يصل عدد القتلى بسبب الإشعاع والمرض والمجاعة في فترة ما بعد الحرب، إلى نحو مليار شخص.
وتؤدي المستويات العالية من الأشعة فوق البنفسجية إلى حدوث أنواع معينة من سرطان الجلد، بالإضافة إلى إعتام عدسة العين، والإضطرابات المناعية.
بينما ستعود معظم دول العالم الصناعي إلى العصر الحجري مرة أخرى.