في غرفة مُزينة بالألوان والخيوط المعقودة بأشكال متنوعة، يتسع الجمال لزائري “استديو حرفة”، الذي يحتضن بداخله العديد من الحِرف الفنية واليدوية. وقالت سمر الغول (36 عامًا)، المتخصصة في مجال التصميم الداخلي والديكور، إنها تعمل منذ 10 سنوات كمحاضرة في جامعة الأقصى في قسم الديكور والتصميم الداخلي، ولكن حُبها وشغفها للفن جعل لديها حافزًا كبيرًا لافتتاح مشروعها الخاص إلى جانب تدريسه.
وقررت الغول أن تنقل استديو حرفة من زاوية داخل البيت إلى مكان أوسع وأكبر، فاختارت مكانا أكبر وسط مدينة غزة. وأشارت الغول، إلى أنها استهدفت بعد ذلك جميع الفئات من الخريجين والأطفال وكبار السن؛ كي يمارسوا هواياتهم المختلفة والمتنوعة في هذا المكان الذي يتميز بألوانه الجذابة ذات اللون الأصفر -البرتقالي المُصفر- كي يهيئ أجواءً من الراحة على نفوس المترددين إليه.
ونوهت، في عام 2016 استوقفتها حرفة جديدة لم تعد كتلك الحرف التي تعلمتها في كلية الفنون الجميلة، فعندها ذهبت إلى مصر لدراسة الماجستير تعرّفت على فن جديد يُطلق عليها فن المكرَميَّات، وعلمت بأنه فن عربي ولكن الغرب توسعوا فيه أكثر من العرب، فهنا كانت البداية عندما شعرت بغصة أن هذا الفن أصله عربي ولكنه غير منتشر في بلادنا، فقررت نقله بحرفية عالية إلى غزة.
وقالت الغول، إنها واجهت في البداية صعوبات في توفير الخطوط والأدوات الخاصة بفن المكرميَّات، فكانت تستبدله بخيوط الغسيل، لكن سفرها إلى تركيا عام 2019 جعلها تلاحظ أنه متوفر بكثرة، فكان سهلاً عليها شحن تلك الأدوات إلى القطاع، حتى أنها تمكنت من تعليم السيدات هذا الفن الذي أصبح بعد ذلك مصدرًا رئيسيًا لدخلهن، بعد قيامهن بفتح مشاريع صغيرة لهن.
وتابعت، أنها استطاعت أن تصدِّر منتوجاتها إلى الشق الآخر من الوطن – نابلس -، حتى أنها وصلت إلى الأردن والسعودية. وتطمح الغول، بأن يتوسع مشروع حرفة بشكل أكبر حتى يصبح له فروع في عدة أماكن ويصل للجميع وفي كل مكان.