يقع مقام النبي موسى، الذي أوجده صلاح الدين الأيوبي وأنشأ عليه الظاهر بيبرس سنة 668هـ/1269م البناء، إلى الجنوب من أريحا بـ8 كم، ويبعد عن القدس 28 كم باتجاه الشرق، ويعتبر من أهم مقامات فلسطين؛ بسبب ضخامة أبنيته وتاريخه القديم، وشهرته الواسعة، ودوره في تاريخ فلسطين الحديث.
ويتجلى في هذا المقام فن العمارة الإسلامية في أروع صورها؛ فهو بناء ضخم من طابقين تعلوه قباب على النمط المملوكي، كما يحيط به سور له خمسة أبواب كلها مغلقة باستثناء الباب الغربي. وتبلغ مساحة سطح المقام داخل الأسوار حوالي أربعة دونمات ونصف (4500 متر مربع).
ويتوسط المقام فناء مكشوف مكون من ساحات ثلاثة، تبلغ مساحة أكبرها 330 مترًا مربعًا، وتوجد في وسطها بئر عميقة لجمع المياه، ولها بابان. ويحيط عدد كبير من الغرف بالساحات، ويبلغ عددها حوالي 120 غرفة، إلى جانب مسجد صغير مساحته 250 مترًا مربعًا، تقابله مئذنة قصيرة من الشمال.
والمسجد مقسوم إلى قسمين يفصل بينهما جدار عريض فيه شباك مفتوح، القسم الشرقي للرجال والغربي للنساء، ويضم مسجد الرجال محرابًا مزججًا ومنبرًا أخضر اللون، وعلى يمين مدخله الرئيسي مباشرة باب يقود إلى غرفة صغيرة تعلوها قبة في وسطها قبر مغطى بالقماش الأخضر؛ وتوجد في الجهة الشمالية الشرقية خارج السور مقبرة، وبجوار المقام إلى الجنوب الشرقي يقع مقام صغير هو مقام الست عائشة، وإلى الجنوب الغربي يقع مقام الراعي.
ولا يوجد لهذا المبنى أية علاقة تاريخية بالنبي موسى عليه السلام، إذ إن الثابت تاريخيًا أن النبي موسى قد توفي ودفن في التيه، ولم يحضر إلى فلسطين.