حملت بهم “وهنا على وهن” وأنجبتهم وزرعت فيهم شيم الرجال فصاروا في معتقلات الإحتلال أسرى، ولكن الرحم الذي حمل كل واحد فيهم تسعة أشهر ماتت صاحبته اليوم بلا وداع من أبناءها ماتت دون أن تراهم ويروها، إنها الحاجة فاطمة يوسف “أم فيصل”، والدة الأسرى الثلاث عبدالسلام ونضال ونور أعمر عن عمر يناهز 77 عاما قضتهم على أمل الاجتماع بأولادها الثلاثة المناضلين معا.
عانت الحاجة فاطمة من وضع صحي صعب خلال الثماني سنوات الأخيرة فلم تتمكن من زيارة أبناءها في سجون الاحتلال طيلة مرضها فسكنوا قلبها الذي مات من فرط الشوق لأحبته الثلاثة.
ستدفن اليوم أم فيصل تحت الأرض في مسقط رأسها بيت أمين- قلقيلية،لتلقى بارئها بروح صابرة صامدة على حرمانها من أغلى ما تملك، وسيبقى رجالها الثلاثة نضال ونور وعبد السلام خلف القضبان يذرفون دمعا لا يُطيّب جروحهم بل يزيد من آلام أرواحهم.
نعى نادي الأسير الحاجة فاطمة الصابرة وأوضح نادي الأسير أن الأسير نور الدين (40 عاماً)، مُعتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن لمدة (55) عامًا، والأسيرين عبد السلام (53 عامًا)، ونضال (51 عامًا)، وهما مُعتقلان منذ عام 2013، ويقضيان حُكمًا بالسجن المؤبد و(20) عامًا، علماً أنهم فقدوا والدهم مؤخراً، وحرمهم الاحتلال من وادعهما.