نابلس 27-2-2023 وفـا- بدوية السامري
كانت الساعة الواحدة والنصف فجرا عندما زفَّ أقارب العريس راسم خطاطبة من بلدة بيت فوريك لعروسه عائدة الخياط من نابلس.
“سهر الأقارب والأصدقاء قلقين علينا، حزينين من أجلنا إلى أن وصلت بالعروس إلى البلدة بعد الواحدة فجر اليوم الاثنين، وزفونا وهم بملابس النوم، بعد أن فتح الحاجز العسكري الذي أغلقته قوات الاحتلال لساعات على مدخل البلدة”، قال خطاطبة لـ”وفــا“.
وكانت قوات الاحتلال أغلقت جميع الحواجز المحيطة في نابلس يوم أمس الأحد، ما أدى إلى إعاقة مرور آلاف المواطنين من وإلى المدينة، ومن ضمنهم العروس الخياط، التي انتظرت أكثر من 4 ساعات على الحاجز ولم يسمح لها بالمرور، لإتمام حفل زفافها على عريسها داخل بلدة بيت فوريك فعادت إلى منزل والدها.
ويقول خطاطبة: “50 مترا فقط هي المسافة التي كانت تفصلني عن عروستي، بفستانها وكامل زينتها، آملة أن تعبر الحاجز في كل لحظة لإتمام حفل الزفاف. هذه اللحظة التي حلمنا بها طويلا”.
ويضيف: كنت داخل منزلي أعيش أصعب ساعات حياتي، بدلا من أن تكون أجملها، وفي ذات الوقت العروس داخل مركبة على الحاجز في الانتظار، وبالمقابل بعض الأقارب والأصدقاء ينتظرون وصولنا.
وفي صفحته على “فيسبوك” كتب العريس: “ياجماعة احنا مصيبتنا كانت أقل بكثير من مصائب غيرنا ..في ناس انحرقت دورهم… وبنات جامعة لل2 لحتى قدرو يدخلو بيوتهم ومرضى لولا شوي توفوا على الحواجز.. وكثير كثير قصص.. بنشكّر كل حد تواصل معنا وعرض علينا عرس أو قاعة الخ..”.
وتابع: “إلي صار فينا بسبب الاحتلال ….. وأي حد تواصل معي ليعرض علي عرض، في منازل بحوارة، وأصحاب سيارات، وناس معتازين أولى..”.
وفي منشور آخر كتب: “دائماً كنت أخاف أن يفوتني شيء ما .. شاء الله أن يبارك زواجنا الكل الفلسطيني .. في انتظار فتح الحاجز .. ورح اجي أجيبك لتنوري البيت يا قمري”.
أما العروس فكتبت على “فيسبوك”: “كان المفروض عالـ3 يكون عندنا جلسة تصوير.. وبسبب الأحداث ما قدر راسم يطلع من بيت فوريك عنابلس، رنلي وحكالي تصوري وانبسطي وما تنكدي ولا تزعلي”.
وقالت: “يمكن رن علي أكثر من ألف مرة يتطمن عن وضعي، وحكالي كمان شوي بفتح الحاجز، وقبل ما نوصل القاعة بنعيد التصوير عنا بالبلد… والحاجز ما فتح .. رجعت عبيتنا.. استقبلت قرايبي.. الكل حكالنا رح يفتح الحاجز عالـ6، والـ6 صارت 7، وظلينا للـ11 عالحاجز”.
وتابعت: “صباحنا كان مثل أي عروسين سعيدين بيومهما، بحلمهما، بفستان أبيض وبدلته، بحفلتهما الخاصة. ذهبت إلى صالون التجميل، وراسم إلى صالون الحلاقة لتجهيز أنفسنا، لأجمل أيام حياتنا كما كان يجب أن يكون، لكن كل شيء انقلب”.
بدأ الجميع حول الخياط بإقناعها والضغط عليها لتأجيل حفل الزفاف، وتقول: “انتظرت طويلا قبل أن أقرر العودة لمنزل والدي، لكني كنت مصرة على عدم التأجيل، وبقيت بفستان الزفاف إلى الواحدة فجرا، عندما قدم راسم واصطحبني إلى منزلنا في بيت فوريك”.
وتضيف: لم تكن تلك المرة الأولى التي يفسد بها الاحتلال فرحتي، فقد قمت بتأجيل حفل الحناء الخاص بي يوم الأربعاء الماضي، إلى يوم السبت، احتراما لدماء الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال خلال اقتحامه لنابلس الأسبوع الماضي”.
وتقول: “علينا الاعتياد على كافة السيناريوهات بوجود الاحتلال الذي يأبى إلا أن ينغص علينا فرحنا في كل وقت”.
على صفحته في “فيسبوك” كتب العريس خطاطبة: “وطبعا انا رح أعوض العروس بجلسة تصوير ما صارت.. وبشهر عسل”.
ويضيف: “كأي يوم ينتظره أي عروسين، وبعد عام كامل من التخطيط، والتجهيزات، والأحلام، والآمال، لكن الاحتلال أفسد فرحتنا، فأنا أول عريس لعائلتي من الشبان، وهي أول فرحة لدى عائلتها”.