لا جديد اليوم سوى مجزرة
كتب: بدر أبو نجم
لا جديد اليوم سوى مجزرة و إصابات بشظايا الرصاص المتناثر على الأجساد.. لا جديد هنا اليوم إلا اختطاف جثامين الشهداء من بين عجلات الآلة العسكرية.. لا جديد في كل صباح سوى الشهداء وحدهم.. لا حضور إلا لآلة القتل الإسرائيلية.. لا جديد عن بقية دول العالم سوى إنتظار قتل طفل آخر.. لا جديد سوى بطاقة تعريفية لشهيد لطخت بدمائه الزكية.. لا جديد اليوم إلا مجزرة
لا يفارقنا الموت هنا أبدا، فقد أصبح الرصاص ملازما لنا وعلينا، لا تفارقنا فرق الموت التي خصصها الاحتلال لقتل الأطفال والشيوخ والنساء بين أزقة المخيمات وقلب المدن التي تأن من الرصاص ورائحة الشهداء.
لا يفارقنا الحزن والألم على فقدان فتية آمنوا بعدالة قضيتهم. قليلا من الأمل كانوا يمتلكون قليلا من عمر الزهور كثير من الوجع على وطن لا يستريح من وداع الشهداء.
لا تفارقنا آهات الأمهات اللّاتي جهزن بدلة الزفاف لأبنائهن الشهداء، تنتظر عودة نجلها من موت محتوم زرعه الاحتلال في أزقة المخيم، وعلى حواجز الموت المنتشرة في أرجاء الوطن المسلوب.
لم يعد للحزن بقية هنا، لم يعد له مكان آخر سوى بيوت الأجر التي أصبحت تفتح أبوابها لشهيدين وثلاثة وأربعة وأكثر.. لم تعد الكلمات تصف حجم إجرام الاحتلال بحق شعب صابر مرابط أمام بنادق الاحتلال وضجيج آلة العسكر.. لم تعد الدموع تجف.
يا دمنا المهدور.. يا دمنا الذي لا يجف. ألم تأخذو حصتكم من دمنا بعد، ألم يحن موعد إنصرافكم، ألم تمروا بين الكلمات العابرة بعد، ألم تتعب الأرض من جثثنا.. ألم يتعب المارون فوق أجسادنا من القتل.. ألم يتعب الحزن.. الألم.. الفراق.. ألم يتعب التعب منا بعد.. ألم تتعب الحناجر الغاضبة.. ألم تضيق المقابر بعد.. حزينة انت فلسطين.
نعم قتلونا.. سحلوا أجسادنا واحتجزوها.. مزقوها.. حولو أجسادنا إلى أشلاء هناك في نابلس وجنين.. فيا دمنا المهدور.