فيما أعلن وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي قبل أيام أن “نسبة إشغال الفنادق في أبريل/نيسان الماضي بلغت 68% في إسطنبول، وفي مايو/أيار الجاري 92%، وهو ما يعني صعوبة العثور على فنادق فارغة بالمدينة”.
وتعد أسواق إسطنبول من أبرز الوجهات التي يقصدها السياح إلى جانب المراكز التاريخية والسياحية الهامة في المدينة، فتنتشر تلك الأسواق في مختلف المناطق المركزية بالمدينة.
وللأسواق المركزية والتاريخية نكهة خاصة إذ يفوح منها عبق التاريخ، وتنتشر في قلب المدينة القديمة ولها اختصاصات متعددة وتخاطب كل المتسوقين وتلبي احتياجاتهم المتعددة.
وجرت العادة أن يخصص السياح وقتاً هاماً من رحلتهم للتسوق، وبخاصة في مدينة إسطنبول، وبالأسواق المركزية ومنها “السوق المسقوفة” و”السوق المصري” التاريخيان، والأسواق الأخرى.
وتشهد الأسواق حراكاً مكثفاً ومن اللافت تجول السائحين بين المتاجر من كل حدب وصوب ومن كل الأجناس والعرقيات، يقصدون المحلات والمتاجر، بهدف الحصول على ما يحبون ويرغبون ويوثقون به رحلتهم ولتصبح من ذكرياتهم الفريدة.
ومن الأسواق الهامة التي تشهد حراكاً “السوق المسقوفة” في منطقة “بيازيد” التاريخية القديمة والمركزية، والقريبة من منطقة “السلطان أحمد”، وتشهد زحفاً سياحياً كبيراً.
والسوق يزوره عشرات الآلاف من السياح يومياً بسبب مكانه المميز وعراقة تاريخه، ويعتبر مركزاً تجارياً حيوياً ينبض بالحياة والتجارة والسياحة يجمع عبق التاريخ وحاضر الأيام.
ومضى أكثر من 500 عام على تشييد السوق، فهو أحد أقدم مراكز التجارة والتسوق في العالم، ويضم أكثر من 4 آلاف متجر، أهّلته ليصبح قبلة السائحين.
ويتميز السوق بأزقته المسقوفة التي تقي حر الصيف ومطر الشتاء، ففيه 65 زقاقاً و22 باباً و14 خاناً، على مساحة تتجاوز 110 آلاف متر مربع.
كما تتميز أسواق إسطنبول بتقديمها الخدمات المتناسبة مع كل الأسعار والمقتضيات الضرورية، فمن الصعوبة أن يدخلها زائر أو سائح ويخرج منها بخفي حنين، حيث يجد ما يحب ويرغب، ففيها المقاهي والورش ومختلف أنواع الخدمات.
ويعود تأسيس “السوق المسقوفة” إلى السلطان محمد الفاتح الذي فتح مدينة إسطنبول عام 1453، بعد أن عمل على إنشاء المدينة من جديد بعد فتحها.
وجرى البدء بإنشاء السوق عام 1461، ليتحول إلى مركز تسوق عالمي من تاريخه، ويبلغ مكانة مهمة في عهد السلطان سليمان القانوني.