أجمع سياسيون واقتصاديون فلسطينيون، لمناسبة مرور 15 عاما على انقلاب “حماس” في غزة، على أنه ألحق أضراراً كبيرة بالقضية الفلسطينية.
إذ أكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن ذكرى انقلاب “حماس” الأسود على الشرعية في قطاع غزة يشكل عقبة أمام استمرار النضال الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال.
وشدد الأحمد في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الإثنين، على أن الانقسام كان أحد أهداف القوى الإقليمية والدولية التي عملت على تشجيعه وتغذيته مادياً وسياسياً وللطرف الذي قام به وما تزال هذه الأموال تتدفق عبر إسرائيل لضمان استمراره.
وأضاف، أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وبعض الأطراف العربية اتخذوا من الانقسام ذريعة للتهرب من واجباتهم.
وأشار الأحمد إلى أنه جرت طيلة سنوات الانقسام حوارات متكررة ومتعددة، وتم التوقيع على اتفاقيات لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة وكان آخرها تحرك الأشقاء في الجزائر بداية العام الجاري، مبينا أنه وحتى الآن لم يتم تنفيذ أي من هذه الاتفاقات جراء عدم وجود إرادة لدى “حماس” من أجل إتمام ذلك وطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ شعبنا.
من ناحيته أكد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، أن انقلاب “حماس” على الشرعية في غزة قبل 15 عاما، ألحق أضرارا كبيرة بالقضية الفلسطينية وقسَّم الشعب.
وتابع قديح في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الاثنين، إن “حماس” لا تزال متمسكة بالانقسام وتعمل على تحويله لانفصال بتناغم مع المشروع الصهيوني رغم الجهود التي بذلت لإنهائه طوال السنوات الماضية.
وأضاف، أن حركة “حماس” قدمت خدمة مجانية للاحتلال ومخططاته، لأن الانقسام أثر على جوهر القضية الوطنية الفلسطينية كما أثر على حجم التضامن الدولي مع شعبنا.
واعتبر الخبير الاقتصادي مازن العجلة، إن انقلاب “حماس” على الشرعية منذ 15 عاما أدى لتعطيل نحو 57% من القوى العاملة وارتفاع معدل الفقر إلى 60%.
وأكد العجلة في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الإثنين، أن الوضع الاقتصادي بتدهور مستمر في قطاع غزة، وأصبحت حصة القطاع من مجمل الاقتصاد الوطني 20% بعد أن كانت 35% قبل الانقلاب.
وأضاف أن حركة حماس أثرت على مجمل العملية الاقتصادية في قطاع غزة، وأصبحت تقوم على الجباية كمصدر أساسي للتمويل، مؤكدا أن الاستثمارات الخاصة بها أثرت على القطاع الخاص ما أدى الى سحق الطبقة المتوسطة وتحويل المواطنين إلى فقراء.
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي منيب حمودة، الالتفاف حول القيادة الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس الثابت على الثوابت، وأن شعبنا متمسك بسلاح الإرادة والصمود الذي جسدته حركة فتح باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وشدد حمودة في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الاثنين، على استمرارية العمل والتمسك باستعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الوحدة الجغرافية ما بين المحافظات الشمالية والجنوبية.
وأشار إلى أن انقلاب حماس على الشرعية منذ 15 عاماً شكل نكبة بحق شعبنا، تسببت بتراجع في الرؤية وفي مركزية القضية الوطنية الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي شفيق التلولي، إن انقلاب “حماس” قبل 15 عاما شكل صفحة سوداء بتاريخ شعبنا، وتسبب بعزل القطاع عن العالم أجمع.
وأضاف التلولي في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الإثنين، إن الانقسام خلف الفقر والبطالة وانعدام الأفق أمام المواطنين خاصة الشباب، مبينا أن استمرار “حماس” بانقلابها يأتي على حساب شعبنا.
في السياق ذاته، قال أحد الكوادر الفتحاوية في قطاع غزة فادي أبو الجديان إن عددا من الشهداء الذين ارتقوا في الانقلاب الدموي عام ألفين وسبعة بدم بارد كانوا على قوائم التصفية من قبل جيش الاحتلال ومخابراته.
وأضاف أبو الجديان في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الاثنين، وهو ابن شقيق الشهيد جمال أبو الجديان، أن عمه الذي قتلته مليشيات حماس كان أحد قادة العمل الميداني العسكري في القطاع ولم يكن من دعاة التفرقة والاقتتال.
وقال الناشط الشبابي في قطاع غزة أمين عابد إن انقلاب حركة حماس على الشرعية وعلى نفسها بالأساس أفرز حالة من الضياع وانعدام الأمل وضياع الحلم والعمل لدى الشباب، حيث أصبح القطاع وشبابُه فاقدين لكل مقومات الحياة وأدنى متطلبات العيش الكريم.
وأضاف عابد في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم الاثنين، أن حركة حماس تعتبر المواطن مصدر دخلها والمادة الثرية للمتاجرة به في غزة وكل فترة تخوض به حرباً كي تزيد من استثماراتها على حسابه.
واستهجن عابد قيام حماس ببناء الأبراج في غزة وتركيا واندونيسيا واستثماراتها في الخارج في ظل وجود أكثر من 300 ألف من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل في القطاع، مشددا على أن حماس تمارس سياسة الاغتيال المعنوي، حيث هاجر من القطاع أكثر من 40 ألف مواطن في سفن الموت عبر بحر ايجة للنجاة بمستقبلهم.