مجزرة صبرا وشاتيلا:
تصادف اليوم الذكرى السنوية الأربعين على المذبحة الأفظع في تاريخ فلسطين المحتلة.
أربعة آلاف شهيد وشهيدة حصيلة ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها المليشيات الموالية لجيش الاحتلال الصهيوني في مخيمات لبنان في الفترة الواقعة بين 16-18 أيلول 1982
الأحداث
في ظهيرة يوم الأربعاء 15/9/1982 بدأت مجزرة صبرا وشاتيلا وهما مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد ميليشيات مسلحة موالية لجيش الاحتلال.
صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان “الحرب الإسرائيلي” وآرييل شارون وزير جيش الاحتلال آنذاك.
دخلت ثلاث فرق قتل إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلحا بحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني بداخله وأطبقت على سكان المخيم وبدأت ذبح المدنيين بلا هوادة.
أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بُقرت بُطونهن، ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
أحكمت آليات الاحتلال إغلاق كل مداخل النجاة في المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة. حينها استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح ويقدر تقريبياً بحوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزّل من السلاح.
خلفيات المجزرة
بدأت المؤامرة على الفلسطيني الوحيد والأعزل في لبنان بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية والفدائيين أواخر آب 1982 إلى الأردن والعراق وتونس واليمن وسوريا والجزائر وقبرص واليونان، وانسحاب القوات متعددة الجنسيات قبل عدة أيام: الأميركية في 10 أيلول 1982، والإيطالية في 11 آيلول، والفرنسية في 13 آيلول، كلهم انسحبوا قبل موعدهم الرسمي بعشرة أيام على الأقل.
رغم وجود ضمانات أميركية واتفاق فيليب حبيب، بعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت الغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين وعوائل الفدائيين الذين خرجوا من بيروت، إلا أن المجزرة نُفذت وكأن الأطراف المعادية للفلسطينيين كانت متفقة عليها.
زعم رفائيل ايتان أنه ما حدث انتهى بـ “تطهير المخيمات من الارهابيين”، وبذريعة وجود ألفي فدائي فلسطيني، بينما الحقيقة تقول: لم يعثر على جثمان فلسطيني مسلح واحد بين الضحايا المدنيين.