هناك آلاف القصص الحية التي تظهر ارتباط الفلسطيني بأرضه، ومع الثورة الرقمية أصبح بوسع كل فلسطيني أن يدون وينشر قصة توثق الحق الفلسطيني في هذا الأرض. فخلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر بين الحين والآخر قصصًا مؤلمة للاجئين فلسطينيين قدموا لتفقد منازل أجدادهم، قبل أن يتعرضوا للتهجير القصري، حالمين بالرجوع إليها، أو حتى الدخول إليها للحظات.
كما تظهر أيضًا تعلق الفلسطيني بغض النظر عن بلده الأصلي بمدن وقرى فلسطين المحتلة عام 48.
إذ نشر الباحث أحمد ياسين، منشورًا جسد فيه رمزية ارتباط الفلسطيني بأرضه كحق لا يسقط بالتقادم، علما أنه يقوم بدراسة علمية حول تأثير الاستعمار والاحتلال المتزامن والطويل المدى على التفكير المهزوم لأصحاب الأرض الفلسطينيين، وجاء فيه:
“لم تكُن هذه الصورة مقصودة، أُعجبت بالبيت في منطقة جبل الكرمل في حيفا، فالتقطت صورة.
بعد دقيقتين، استوقفني منظر شابٍ يهودي يحتسي قهوة في كاسةٍ زجاجية قديمة، فقلت له: يبدو أنك تسكن قريباً جداً كي تخرج للشارع مع كاسة قهوتك، قال نعم: هذا بيتي، وأشار للبيت الذي في الصورة أدناه..
ثم قلت: هل اشتريته، قال نعم والدي اشتراه مع اغراضه وأثاثه، وهذه الكأس في يدي؛ عمر البيت ١١٠ سنين. سألت من أين أتى والدك: قال بولندا سألني من أين أنت؛ قلت: من نفس الأرض التي بُني عليها هذا البيت قبل ١١٠ أعوام! وهكذا! “
ونشر الباحث أيضًا، صورة تجمع عددًا من النساء الفلسطينيات في طريقهن إلى القاهرة، قال فيه:
“لا أدري كيف يستطيعون أن يكذبوا على أنفسهم، وعلى شعبهم، بمقولة: أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض!..
يقول عنوان الصورة في الأسفل: “نساء عربيات في طريقهن للقاهرة، محطة اللد، نهاية سنوات الثلاثينات” أخذت الصورة من مكتبة الكونغرس الأمريكية.”
فتحت هذه المنشورات الباب أمام استحضار الذاكرة لحالات أخرى مماثلة وثقها الفلسطينيون وما زالوا، منها ما يقوم به الباحث والموثق البصري لتاريخ فلسطين، المقدسي طارق زياد البكري، من خلال مبادرته “كنا ومازلنا” لتوثيق القرى الفلسطينية المهجرة.
ويقوم البكري بعملية بحث مضنية لتاريخ وأسماء الأمكنة والقرى والمناطق، والوصول إلى أصحاب الأرض والبيوت من اللاجئين الفلسطينيين والتواصل فمعهم، ويقومون بدورهم بإرسال ما لديهم من صور قديمة، ليتمكن من توثيق تلك الأماكن بشكلها الحاضر.
في هذا الفيديو يوثق البكري تجربته مع الفلسطيني أبو المعتصم شاهين الذي هُجر من قريته “ياصور” وهو بعمر ٩ سنين، وظلّ لأكثر من سبعين عاما يتذكرها ويحلم بالرجوع إليها..