أكدت السفيرة منى أبو عمارة، سفير فلسطين لدى كندا، خلال مشاركتها كمتحدث رئيسي في المنتدى الاستراتيجي للشرق الأوسط، على ضرورة اتخاذ كندا موقفاً جاداً لدعم الحقوق الفلسطينية وإنهاء الظلم المستمر جراء الاحتلال الإسرائيلي.
في خطابها الذي حمل نبرة حازمة وصريحة، طالبت أبو عمارة الحكومة الكندية بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، معتبرة أن هذا الاعتراف خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة، لكنها شددت على أن إنهاء الاحتلال وحده ليس كافياً، بل يتطلب الأمر تحقيق الكرامة والحرية للشعب الفلسطيني.
طغيان الاحتلال بدعم غربي
وقالت أبو عمارة: “لقد استمدت إسرائيل طغيانها من الصمت الغربي والدولي تجاه جرائمها، ما أدى إلى تفاقم التطهير العرقي والمجازر التي نراها اليوم. على الغرب، وكندا تحديداً، أن يغير هذا النهج الآن لإيقاف شلال الدم الفلسطيني”.
وأضافت أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء منظومة الاحتلال بالكامل، التي تمثل نموذجاً صارخاً لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي.
مطالب السفيرة أبو عمارة
أبرزت السفيرة في كلمتها سلسلة من الخطوات العملية التي طالبت الحكومة الكندية باتخاذها، تشمل:
أولاً: الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
اعتبرت أبو عمارة أن الاعتراف بكامل حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ليس فقط خطوة رمزية، بل التزام سياسي وأخلاقي يجب على كندا تبنيه على الفور.
ثانياً: مراجعة اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.
شددت السفيرة على ضرورة إنهاء استيراد كندا لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، لما يمثله ذلك من خرق للقانون الدولي ودعم غير مباشر للاحتلال.
ثالثاً: منع تمويل الاستيطان والجيش الإسرائيلي.
طالبت أبو عمارة الحكومة الكندية بوضع حد للنشاطات التي تدعم المستوطنات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي من خلال جمعيات أو شركات كندية.
رابعاً: وقف الاستثمارات الكندية في إسرائيل.
دعت إلى وقف جميع الاستثمارات الكندية التي تسهم في تعزيز الاحتلال، مشيرة إلى ضرورة مراجعة سياسات الاستثمار بما يتماشى مع مبادئ حقوق الإنسان.
خامساً: مساءلة الجنود الإسرائيليين حاملي الجنسية الكندية.
طالبت السفيرة بمحاكمة جميع الجنود الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الكندية عن جرائم الحرب والانتهاكات التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني.
سادساً: تعزيز حماية الأونروا.
أكدت أبو عمارة على أهمية استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، باعتبارها وسيلة حيوية لدعم اللاجئين الفلسطينيين وتأمين احتياجاتهم الأساسية.
رسالة إلى العالم
اختتمت السفيرة كلمتها بالتأكيد على أن إنهاء الاحتلال لا يمثل نهاية المطاف، بل يجب أن يتبع ذلك تحقيق العدالة الشاملة للشعب الفلسطيني. وأضافت: “لا يمكن للعالم أن يستمر في التزام الصمت؛ على الجميع، وخاصة الدول الغربية، التحرك لإنهاء المأساة الفلسطينية الممتدة”.
يُذكر أن المنتدى الاستراتيجي للشرق الأوسط يُعد منصة دولية بارزة لمناقشة قضايا المنطقة، ويعكس حضور السفيرة الفلسطينية كمتحدث رئيسي أهمية الصوت الفلسطيني في الساحات الدولية.