كتب أسيد الشلبي
كان الشهيد فتحي عيسى قانوح يعمل حدادا في محددة الاخوين نعيم وفضي عويس، وكان ايضا بطلا من ابطال الضفة في الملاكمة وكمال الاجسام،وكان يحمل حسا وطنيا ويعرف عنه الخلق الحسن والسيرة الطيبة، وكان يلبس على راسه قبعة مكتوب عليها إننا عائدون.
وعندما اقالت سلطات الاحتلال كلا من المناضلين كريم خلف رئيس بلدية رام الله والطويل رئيس بلدية البيرة، حصلت هناك مظاهرات في مدن الضفة الفلسطينية ، وسقط عدد من الشهداء منهم شهيد من مخيم دير عمار قرب رام الله، فقرر الشهيد فتحي وصديقه محمود العزب وعدد من شبان المخيم التوجه الى سوق جنين واجبار التجار على الاضراب تضامنا مع الاحداث التي تجري في الضفة، وكان الشهيد فتحي قد صنع لنفسه خنجرا من حديد واجاد شحذه، وفعلا في ظهيرة ذلك اليوم ذهبوا جميعا للسوق وبدأوا يطلبون من التجار اغلاق محلاتهم،بعض المحلات استجابت والبعض اخذ يتلكأ، قليل من الوقت حضرت دورية مشاه مما يسمى ” حرس الحدود” ، ودورية اخرى في سيارتي جب، سياراتا الجب لاحظتا ان الشهيد فتحي ومن معه يأمران التجار بالاغلاق في شارع البريد (شارع الملك طلال كما كان يعرف) ، فلاحقتهما فهرب الشهيد من دخلة سوق الحمدية الان، والتف وعاد الى نفس الشارع ،فاصطدم بالدورية الراجلة فأمسكه ذلك الجندي واخذ يضربة بشكل مبرح على كل انحاء جسمة ، كان الشهيد فتحي القانوح يحمل الكوفية بيده، فاستل باليد الاخرى الخنجر واخذ بطعن الجندي في صدره طعنات متتاليه وقتل حينها 3 جنود وسقطو على الارض فتنبه لذلك الجنود الاخرون وشرعوا بإطلاق النار على الشهيد فتحي الذي كان في منتصف الجزيرة المقابله لحلويات العكر فارتقى الشهيد القانوح يوم 24/3/1982 وقتها شهيدا بعد ان أجهز على الجنود ، وشرع الجنود باطلاق النار في كل اتجاه، وهاجم الموطنون قوات حرس الحدود التي اخذت قتلاهم وفرت بينما خطف الشبان جثة الشهيد القانوح ونقلوه الى مستشفى جنين ومن هناك وبعد التاكد من استشهاده اخذوه الى المخيم.
وقد اندفع الناس من المخيم والمدينة لمسيرة غاضبة حاملين جثمان الشهيد ومتوجهين نحو السوق مرة اخرى وكانت المظاهرة بقيادة رئيس بلدية جنين المناضل الراحل احمد شوقي موسى المحمود.. وبعد صدام عنيف حاصرت قوات كبيرة من الجيش على وقع منع التجول المسيرة وخطفت الجثمان ، ولم تسمح الا لعدد قليل من اهل الشهيد بدفنه ليلا في مقبرة بيت قاد ، واستمر منع التجول على المخيم سبعة ايام متواصلة، كان يفتتح لساعتين كل يومين ولا تستطيع قوات الجيش فرضه الا بإطلاق النار الكثيف اثر القاء الحجارة.