كلمة رئيس الوزراء في مستهل جلسة مجلس الوزراء رقم 23

 

3/9/2024

في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة الحبيب منذ 11 شهرا أمام مرأى ومسمع العالم، فإنه يستمر أيضا في استهداف محافظات الضفة الغربية، خاصة الشمالية منها، موقعا دمارا وخرابا كبيرين في الممتلكات والبنى التحتية، وخسائر هائلة في الأرواح وسط اقتحامات وحصار للمستشفيات والمراكز الطبية.

 

هذه التضحيات والخسائر التي تخلفها اعتداءات جيش الاحتلال، لا سيما في البنى التحتية، قد تكون الأكبر والأوسع منذ اجتياح الاحتلال للمدن الفلسطينية عام 2002، لكننا نقول للجميع أننا سنقوم بإعادة إعمارها، ولن تكون هذه الاعتداءات إلا رافعة لمزيد من التصميم لبناء مؤسساتنا الوطنية المستقلة ودعم صمود أهلنا بإذن الله.

 

وكما أشارت بيانات الحكومة السابقة، وما أسفر عنه اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية أمس، فإن كل المؤسسات والفرق الفنية للحكومة والمؤسسات الوطنية الأخرى، تعمل بما تسمح به الظروف الأمنية لإعادة تأهيل وتشغيل البنى التحتية التي دمرها جيش الاحتلال، بما فيها من طرق وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء، إلى جانب توريد المواد اللازمة لإصلاحها بالسرعة الممكنة بالتزامن مع إيواء العائلات التي تضررت منازلها أو أجبرها الاحتلال على إخلائها.

خلال الأيام الماضية عملت مؤسساتنا الوطنية والأهلية في طولكرم وخلال أقل من 48 ساعة على إعادة فتح غالبية الطرق التي دمرها الاحتلال، وإيصال الجزء الأكبر من خدمات الكهرباء في المناطق المتضررة، والعمل على إصلاح خطوط المياه، لكن ومع اجتياح الاحتلال للمدينة ليلة أمس دمرت جرافات الاحتلال كل ما تم اصلاحه للمرة الرابعة في أقل من شهر، ومع ذلك سنعيد إصلاحها مجددا، ونعزز صمود أبناء شعبنا.

 

وإلى جانب التدخلات الميدانية على الأرض، تواصل الحكومة اتصالاتنا الدولية مع المنظمات الدولية ومختلف الدول للضغط باتجاه وقف العدوان على شعبنا، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا.

 

وإذ نقدر عاليا عمل جميع الطواقم الحكومية المختلفة في الميدان، فإن الحكومة تثني على الطواقم الطبية الساهرة على خدمة أبناء شعبنا، وعلى نقابة الأطباء والنقابات الطبية والصحية والخدمات التي استجابت للدعوة الوطنية الطارئة التي أطلقتها وزارة الصحة من أجل انخراط الجميع في الواجب المقدس، من اجل دعم صمود أبناء شعبنا، ونقدر هذا التجاوب ونؤكد حرص النقابات واعضائها كما هو حال أيضا الأجهزة الحكومية الى الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا. نحي للنقابات هذا الموقف الوطني المتميز في هذا الظرف الصعب.

 

إننا اليوم أحوج ما نكون لرفع الوعي واليقظة أمام مخططات حكومة الاحتلال اليمينية المتشددة، والتي لا تخفي مخططاتها وسياساتها الممنهجة لتدمير مقدرات شعبنا وتهجيره، وتقويض فرص تجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة على الأرض، فالوعي والتصرف بوعي وحكمة، سيساهم إلى جانب العمل الجاد في تفويت الفرصة على الاحتلال، وأن يبقى شعبنا صامدا على أرضه.

لن تتوانى هذه الحكومة بدعم من السيد الرئيس عن تقديم كل ما أمكن لخدمة أبناء شعبنا في شطري الوطن.

والله الموفق ..