السادسة والنصف بتوقيت القدس المحتلة والأول من أيام عيد الفطر، إنتهت صلاة العيد في ساحة قسم خمسة في سجن ريمون وبدأت تستهلك والدي الذكريات وملامح وجه محمد ابن شقيقته الكبرى الذي وصل نفس السجن قبل سويعات من صلاة العيد، حينها بدى على والدي التوتر بشكل كبير بعدما سمح له بزيارة أسرى قسم 8، لم يتعرف على محمد في ساحة القسم، لم يستذكر هيئته وشكله.
محمد ابن الواحد والعشرين ربيعا اقتنص والدي وهو يبحث في صفوف الأسرى عنه، ذهب اليه راكضا مقبلا يداه معرفا عن نفسه “خالي أبو عاصف” لتصمت ساحة السجن عن بكرة أبيها لمرارة المشهد وقهر السجن والأسلاك الشائكة التي غيبت والدي عن ابن شقيقته اثان وعشرين عاما.
أي صبر وأي صمود وضعه الله في قلبك يا والدي، التقيت بمحمد الذي كان يبلغ من العمر عند اعتقالك أشهرٌ معدودات.