أصدرت محافظة القدس، اليوم الأربعاء، تقرير انتهاكات الاحتلال في العاصمة المحتلة لشهر كانون الثاني للعام 2022، والذي لخصت فيه مجمل انتهاكات الاحتلال.
وبينت أن الشهر الماضي شهد ارتقاء شهيد، واعتقال 253 مواطنا، وتنفيذ سلطات الاحتلال 26 عملية هدم، بينما نفذ المستوطنون 3132 اقتحاما للمسجد الأقصى المبارك.
واستعرضت المحافظة في بيانها انتهاكات الاحتلال التي جاءت كالتالي:
الشهداء:
ارتقى في 24 كانون الثاني المقدسي (فهمي عبد الرؤوف علي حمد، 57 عامًا) من سكان مخيم قلنديا شمال العاصمة، بعد إصابته بالاختناق نتيجة استنشاق قنابل الغاز المسيلة للدموع التي أغرق جنود الاحتلال المخيم بها خلال اقتحامه، دون أي اعتبار لوجود مركز صحي تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” على مدخل المخيم، حيث كان الشهيد حمد يتواجد للعلاج.
اعتداءات المستوطنين:
تنامت اعتداءات المستوطنين على أهالي مدينة القدس، خاصة المتطرفين والمتدينين منهم، في ظل تقاعس شرطة الاحتلال عن اعتقال المعتدين، والتي تأتي في إطار التحريض والتنكيل والاقتحامات الهمجية على المواطنين، حيث رصدت محافظة القدس (13) اعتداء، منها (4) اعتداءات بالإيذاء الجسدي، والتي كان أبرزها اعتداء مستوطن على المواطنة المقدسية عبير داوود أبو الجمل، 32 عامًا من بلدة جبل المكبر، أثناء مرورها بطريق حاجز الجيب العسكري ما أدى لإصابتها بكسورٍ في الفك وتفتتٍ بالعظام.
بالإضافة إلى اقتحامات قادة المستوطنين المتطرفين وأعضاء “الكنسيت” لحيّ الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، وحَيّ وادِ الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، في محاولة للاستيلاء على أراضي وممتلكات المقدسيين، ونصبهم بوابات وسياجا وتركيب كاميرات مراقبة.
الإصابات المسجلة:
رصدت محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء المحافظة، إذ تم رصد نحو (30) إصابة بالرصاص الحيّ والمطاطي والضرب المبرح.
كما تم تسجيل مئات الإصابات بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز السام خلال مواجهات اندلعت في مختلف أنحاء بلدات ومخيمات المحافظة، كان أبرزها في مخيم قلنديا، وأبو ديس، وجبل المكبر، والطور، والرّام، والعيسوية وسلوان ومخيم شعفاط ومناطق شمال غرب القدس.
الانتهاكات والتحديات في المسجد الأقصى المُبارك:
في انتهاك واضح وصريح لقدسية المسجد الأقصى المُبارك، تصاعدت اقتحامات المستوطنين اليهود خلال شهر كانون الثاني، وتم رصد (3132) مستوطنّا اقتحموا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال الفترتين الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدوا خلالها صلوات وشعائر تلمودية علنّية، وتمركزوا خلال اقتحاماتهم في محيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، وبذلك يرتفع عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك 4 أضعاف عدد المقتحمين في شهر كانون الثاني من العام 2021 إذ اقتحمه نحو 750 مستوطنًا.
وبينت المحافظة أنه بسبب استمرار سلطات الاحتلال في وضع العراقيل أمام عمليات الترميم والصيانة داخل المسجد الأقصى المُبارك وخارجه في محاولة لبِسط سيادتها الكاملة على المسجد، تسربت مياه الأمطار عند البوابات والأعمدة في الجهة الشرقية والسّور الشرقي للمسجد الأقصى ما تسبب لتعرض سجاد “المصلى المرواني” في الأقصى للغرق بمياه الأمطار، وكذلك تدفق مياه الأمطار إلى داخل مصلى “باب الرحمة”.
وذكّرت المحافظة بمنع سلطات الاحتلال تنفيذ عشرات المشاريع الحيوية والمهمة داخل المسجد الأقصى، ووضعها شروطًا تعجيزية أمام إدخال المواد الخاصة بتنفيذ أي مشروع، حيث توجد مشاريع عِدة مُعطلة بسبب تدخل الاحتلال، مثل “ترميم الساحات الخارجية”، و”الإطفاء”، و”شبكة المياه”، و”تمديد الكهرباء وتجديدها”، “وتجديد شبكة السماعات”، وحتى الصيانة اليومية الاعتيادية، وغيرها من المشاريع التي تخدم الأقصى والمصلين.
حالات الاعتقال:
شنت قوات الاحتلال خلال شهر كانون الثاني حملات اعتقال واسعة في صفوف المقدسيين، حيث تم رصد (253) حالة اعتقال لمواطنين مقدسيين، بينهم (4) سيدات، منها (27) حالة اعتقال عقب اقتحام وهدم منزل “عائلة صالحية” في حيّ الشيخ جرّاح، واعتقال 5 من أفراد العائلة، إضافة لــِ(22) متضامنًا، إضافة لتسجيل (54) حالة اعتقال خلال المنخفض الثلجي الذي تأثرت به البلاد، بتهمة إلقاء حجارة وثلوج على مستوطنين وعناصر الشرطة.
وبالمقارنة مع شهر كانون الثاني للعام 2021، سجل عدد المعتقلين ارتفاعا، حيث سُجل فيه (170) حالة اعتقال.
أحكام بالسجن الفعلي:
أصدرت محاكم الاحتلال (31) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، تراوحت بين عدة شهور إلى أربع سنوات، كان أعلاها الحكم بالسحن الفعلي لمدة أربع سنوات للأسرى منُذر زيتون ومحمود عاهد عثمان، ومنها قرارات تجديد الاعتقال الإداري بحق (5) أسرى، كان منهم الحاج أمين الشويكي (61 عاماً) وذلك للمرة الثالثة على التوالي، وهو مدرج ضمن قائمة الأسرى المرضى.
قرارات الحبس المنزلي:
خلال شهر كانون الثاني، رُصد (16) قرارًا بالحبس المنزلي، تراوحت بين خمسة أيام إلى أسبوع، بالإضافة إلى فرض كفالات وغرامات مالية باهظة بحق المواطنين.
قرارات الإبعاد:
تم توثيق (19) قرار إبعاد خلال شهر كانون الثاني، تعددت بين الإبعاد عن المسجد الأقصى، أو مناطق سكن المبعدين وخاصة حيّ الشيخ جراح، أو عن كامل مدينة القدس. ومن بين القرارات (9) قرارات إبعاد عن حيّ الشيخ جراح، و(7) قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، و(3) قرارات إبعاد عن مدينة القدس، وقرار إبعاد بحق الأسير المحرر محمد حمد عن محافظات الضفة الغربية، ومنعه من التواصل مع عدة شخصيات.
قرارات منع السفر:
تم توثيق (4) قرارات منع من السفر أصدرتها سلطات الاحتلال خلال شهر كانون الثاني، تتراوح بين شهر إلى 6 أشهر.
عمليات الهدم والتجريف:
خلال شهر كانون الثاني الماضي، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس (26) عملية، من بينها (12) عملية هدم بآليات وطواقم الاحتلال، و(14) عمليات هدم قسري ذاتي.
وفي تفاصيلها، نفذّت آليات الاحتلال (12) عملية هدم، طالت (6) منازل وشقق سكنية في حيّ الشيخ جراح، وبلدات جبل المكبر، والطور، وسلوان، وبيت حنينا، ومركز طبي في بلدة جبل المكبر، ومقبرة قيد الإنشاء في بلدة إم طوبا، ومنشأة تجارية تعيل 8 أفراد في بلدة العيسوية، ومشتل “فخار السلام” في حيّ الشيخ جراح، وغرفتين زراعيتين، وجدارين استناديين في بلدة الولجة.
ومن بين عمليات الهدم التي نفذتها جرافات الاحتلال، هدم منزل عائلة “صالحية” في حيّ الشيخ جرّاح، والذي يزيد عمره عن مئة عام، ما أدى إلى تشريد نحو 13 من أفراد العائلة في العراء في ظل الأجواء الماطرة والباردة.
وكانت سلطات الاحتلال أصدرت منتصف كانون الأول الماضي، قرارًا يقضي بإخلاء العائلة من الأرض والتي مساحتها 6 دونمات، والتي تضم منزلًا ومشتلًا ومرافق أخرى.
كما أجبرت بلدية الاحتلال المواطنين المقدسيين على تنفيذ (14) عملية هدم قسري، طالت (9) منازل، و(6) محال تجارية، وغرفة سكنية، واسطبل خيول بمساحة 200 متر مربع.
وبذلك ترتفع عمليات الهدم خلال شهر كانون الثاني للعام 2022 عنها في شهر كانون الثاني 2021 والتي سجلت (23) عملية هدم، (4) منها هدم قسري.
وفي سياق متصل، نفذّت جرافات الاحتلال (3) عمليات تجريف لأراضٍ في بلدة الزعيّم، وأرض في حيّ واد الربابة في بلدة سلوان، وأرض واقعة بين بلدتي الطور والعيسوية.
قرارات الهدم:
سلمت سلطات الاحتلال عدة قرارات هدم في محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني، شلمت هدم منازل ومحال تجارية، من بينها قرار وقف بناء في بلدة جبل المكبر، وقرار هدم في بلدة صور باهر، وإخطارات بهدم منشآت سكنية وتجارية في تواريخ متفاوتة من العام الجاري في عِدة أحياء في بلدة سلوان والعيسوية، وقرارًا بهدم وإزالة “كرفانات خدمات عامة” في ملعب جبل الزيتون، المخصص لخدمة أطفال البلدة.
كما أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بهدم مسجد التقوى في بلدة العيسوية، وأمر هدم لقبة مسجد الرحمن الذهبية في بلدة بيت صفافا والقائم منذ أكثر من مئة عام.
وفي سياق آخر، علقت سلطات الاحتلال لوحة إعلانية في منطقة الطنطور في قرية بيت صفافا، أعلنت نيتها مصادرة 150 دونماً لصالح شق شوارع استيطانية جديدة. كما أخطرت بلدية الاحتلال المواطن المقدسي علي درباس بالاستيلاء على قطعة أرض يملكها بمساحة 400 متر وسط بلدة العيسوية، وأنذرت بمصادرة 500 دونم من أراضي تقع بين مخيم شعفاط وقرية العيسوية بالقدس المحتلة، من خلال تعليق “يافطة إنذار” بالقرب من المنطقة المصادرة، وذلك لصالح “مكتب الأتربة” التابع لسلطات الاحتلال بـِذريعة إنشاء حديقة عامة.
وفي السياق ذاته، صادق “المستشار القضائي” لحكومة الاحتلال على قرار إخلاء منزل عائلة سمرين في بلدة سلوان، كما رفضت محكمة الاحتلال العُليا استئناف “عائلة أبو شخيدم” ضد أمر هدم منزلها في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، ورفضت محكمة الاحتلال “المركزية”، البتّ في طلب “عائلة صالحية” للعودة إلى أرضها في حيّ الشيخ جرّاح، وإعادة بناء منزليها عقب هدمهما من قبل آليات الاحتلال.
وفي سياق آخر، صادرت سلطات الاحتلال عدة ممتلكات منها؛ حاوية نقل بضائع (كونتينر) والمعدات الموجودة بداخلها قرب مدخل بلدة الزعيّم، وصادرت في منطقة روابي قرية العيسوية حاوية نقل بضائع (كونتينر) وخزانيّ مياه، كما صادرت “باجر” كان يعمل في شارع البركة في بلدة الزعيّم، بالإضافة إلى مصادرة معدات غرفة زراعية في بلدة العيسوية.
المشاريع الاستيطانية:
صادقت “اللجنة المحلية للتخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة على خمس مخططات استيطانية سيتم بموجبها بناء 3557 وحدة استيطانية جديدة من بينها:
1. إنشاء حيّ استيطاني جديد مكون من 1465 وحدة استيطانية بين مستعمرتي “جفعات هماتوس” و”حي هار حوما” في جبل أبو غنيم جنوبي القدس.
2. الخطة الثانية تهدف لبناء حوالي 2092 وحدة استيطانية في حي التلة الفرنسية في القدس.
3. مخطط عام وشامل لإقامة حزام استيطاني يبدأ من شمال القدس “قلنديا”، وصولاً للمنطقة الشرقية “E1” وجنوباً ببيت صفافا وصولاً لبلدة صور باهر.
4. مصادقة “اللجنة المالية” في بلدية الاحتلال على تخصيص ميزانيات لبناء أول مدرسة أساسية في المستوطنة الجديدة “جفعات هماتوس”، المقامة على أراضي بلدة بيت صفافا، كما خصصت قطعة أرض لبناء ست رياض أطفال (على حد زعمها).
كما صادقت حكومة الاحتلال على خطة بـِ35 مليون دولار، لتغيير الطابع العمرانيّ لساحة البراق الملاصقة للحائط الغربيّ للمسجد الأقصى المبارك. وبحسب الخطة فإنه سيتم تشييد بُنى تحتية وشقّ مداخل ومخارج “حائط البراق” وربطه بوسائل نقل عامة، وتطوير برامج تعليمية تُشجّع غُلاة المتطرفين والمتدينين على اقتحامه. ووضعت حكومة الاحتلال مخططًا جديدًا لإخلاء سكان الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، حيثُ تنوي تنفيذه خلال فترة قريبة، ويقضي بإخلاء الخان الأحمر وإعادة بناءه لاحقًا في مكان يبعد نحو 300 متر عن موقع القرية.
وفي هذا السياق، أقرت “لجنة التخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال، مشروعاً تهويدياً في باب الخليل أحد أبواب البلدة القديمة، بمبلغ 40 مليون شيقل. وأعلنت بلدية الاحتلال أنه قد تم الانتهاء من مشروع “باب الخليل السياحي”، حيث أنهت لجان التخطيط عملها، ووضعت الخرائط والقضايا اللوجستية، وبدأت نقل الآليات والجرافات من أجل تنفيذ المشروع خلال العام الجاري.
كما صادقت اللجنة على خطة لتوسيع مساحة مستشفى “هداسا” خمسة أضعاف، عن طريق مصادرة 111 دونماً من أراضي بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة. وأقرت بناء 600 شقة سكنية للمستوطنين بواقع 10 طوابق للبناية، غرب منتزه السكة الحديدية.
ملف الأسرى:
شددت سلطات الاحتلال من سياستها القمعية بحق الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال، وخلال شهر كانون الثاني ومع ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا، وتتابع المنخفضات الجوية التي شهدتها البلاد، منعت إدارة السجون إدخال الأغطية والملابس الشتوية للأسرى، ما أدى إلى تفاقم معاناة الأسرى والأسيرات وخاصة مع برودة الطقس.
كما عزلت الأسيرات في سجن “الدامون” بعد اكتشاف سبع إصابات في صفوفهن بفيروس كورونا، من ضمنهن الأسيرات المقدسيات شروق دويات، وفدوى حمادة، ونورهان عواد.
وخلال شهر كانون الثاني منعت قوات الاحتلال والدة الأسير محمد أبو غنام من بلدة الطور بالقدس المحتلة من احتضانه، أثناء نقله مُكبل اليدين والقدمين داخل محكمة الاحتلال واعتدت عليهما بالضرب.