شاركت دولة فلسطين، في أعمال اجتماع فريق الخبراء الحكوميين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة واستكمال المشروع المتعلق بإنشاء منصة المنظمة لحماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي والحفاظ عليه.
ومثل دولة فلسطين في الاجتماع: أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة “الإيسيسكو” دوّاس دوّاس، ومندوب فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي، والمستشار نسيم الزعانين من كادر المندوبية.
يأتي الاجتماع بالمشاركة مع مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية “إرسيكا” ومؤسسات منظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة، يومي 16 و17 من الشهر الجاري، في مقر المنظمة بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية.
وتطرق دوّاس إلى التحديات التي تواجهها المقدرات الثقافية الفلسطينية، وذلك عبر مضاعفة أفعال الاحتلال الإسرائيلي وسياسته العنصرية، وإلى ما تمثله القدس وفلسطين من أولوية في إطار عالمنا الإسلامي ومنظمة التعاون، وتقدم باسم دولة فلسطين بطلب أن تتضمن المنصة في صفحتها الرئيسة أيقونة رقمية بعنوان: “القدس وفلسطين”، بحيث يتم تنسيق الجوانب الفنية والتغذية لهذه الأيقونة ومدها بالمعلومات والمحتوى المحدث حول التراث الثقافي الفلسطيني.
وتناول دوّاس في كلمته، ما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة في المرة الأولى التي تحيي فيها الهيئة العامة ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، والاعتراف الدولي بالنكبة، والحق الفلسطيني الإسلامي في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وحقوق الملكية في حائط البراق، وفقا للتقرير الصادر عن مجلس عصبة الأمم لعام 1930، والذي اعتبره جزءا من المسجد الأقصى المبارك بإقرار جميع الشهود بمن فيهم رجال دين يهود، والتأكيد على أن ملكية الحائط تعود حصرا للوقف الإسلامي وحده.
كما جدد الدعوة لتبني برامج وأنشطة ثقافية لفلسطين ودعمها، تساهم في حماية المقدرات الثقافية الفلسطينية وتقويتها والترويج لها، ورفع الوعي العالمي والإسلامي بشأنها.
وشدد دوّاس على أهمية إنشاء هذه المنصة، التي تشكل جهدا قيما لمواكبة التطور النوعي للإعلام الرقمي والإلكتروني عالميا، إذ تعتبر وسيلة هامة لتوظيف وسائل تقنية حديثة وأدوات الإعلام الجديد، من خلال الولوج إلى حقل الدبلوماسية الثقافية الرقمية فكرا وممارسة، في إطار السعي إلى رصد صوت التراث الحضاري والثقافي والفني في عالمنا الإسلامي وتوثيقه.
ومن جانبه، رحبت الدول الأعضاء باقتراح دولة فلسطين بإدراج أيقونة خاصة بالقدس وفلسطين وتاريخها الثقافي والحضاري، الهادفة إلى التعريف ورفع الوعي الثقافي حول ما تحتويه دولة فلسطين من إرث عريق وهام للدول الإسلامية كافة، والتي سيتم رفدها بالمعلومات من خلال جهات الاختصاص، فيما سيتم رفع هذا الطلب في تقرير الاجتماع، بهدف رفعه من الأمانة العامة إلى المستوى الوزاري لاتخاذ المقتضى، كما قدمت الدول الأعضاء بما فيها دولة فلسطين رؤيتها وملاحظاتها على مشروع إنشاء المنصة.
وناقش الاجتماع مجموعة من المحاور أهمها، عرض تقديمي لمشروع المذكرة التفاهمية بشأن إنشاء المنصة، والجوانب القانونية والتنظيمية والتنسيقية لها، إضافة إلى المهام والعمليات، وذلك بحضور وكلمات للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والمدير العام لمركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية “إرسيكا”، وعروض تقديمية من طرف إدارة شؤون الثقافة في المنظمة، وغيرها من المحاور ذات العلاقة بالدول الأعضاء.
وتم الاتفاق على مواصلة الاجتماعات على المستويات كافة، لمزيد من المشاورات والعمل لوضع الآلية التنفيذية لإنشاء المنصة بالتنسيق مع الدول الأعضاء ومختلف الأجهزة والمؤسسات ذات الصلة.