“أنا صوت الجدار وهكذا قرر أن يتكلم، إنها كتابة السجن بكل ما فيها من اضطراب وتوعك وتخبط، ولم تولد هذه الكتابة خلال حديث مسائي في أحد مقاهي المثقفين حول مائدة تعج بالمشاريب والأخبار، بل ولدت من رحم جدار اسمنتي حتى أنها تكاد تخدش، إنها كتابة مطعمة بالحديد الصلب والاسمنت”.
هكذا استهل الأسير الروائي ناصر أبو سرور رواية ” حكاية جدار ” التي صدرت في خريف العام 2022 ومازالت حتى صيف العام التالي تلقى اهتماما أدبيا ووطنيا في فلسطين كجزء من الاهتمام العام بأدب السجون.
في مدينة غزة نظمت ندوة قراءة في الرواية أبدى خلالها المشاركون إعجابهم بالسياق السردي لرواية الأسير ناصر أبو سرور وما تضمنته من لغة أدبية عالية ومفهومة وسلسة دمجت بين همومه الشخصية وهموم الوطن .. وكيف فرق الجدار بينه وبين محبوبته وهو يعبر عن شخصيته الفريدة التي جعلته معشوقا لفتاة وبطلا لشعبه منذ اعتقاله قبل 32 عاما (2023) وكيف يحاول الأسرى كسر عتمة السجن في كل يوم ألف مرة.
الأسير ناصر أبو سرور، سكان مخيم عايدة قضاء بيت لحم، ينحدر من قرية بيت نتيف المهجرة، من مواليد 16 تشرين الثاني 1969، واعتقلته قوّات الاحتلال الإسرائيلي في الرابع من كانون الثاني 1993، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقات التبادل والاتفاقيات التي أبرمت بعد اعتقاله.