تويتر يشكو.. ما قصة التغريدات التي نُشرت ضده؟

تعرَّض موقع تويتر لحملة تصيُّد (Trolling) منظَّمة، في أعقاب استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عليه، الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، حيث شهد الموقع حملة تضمنت أكثر من 50 ألف تغريدة، وشارك فيها 300 حساب إلكتروني لنشر محتوى يحض على الكراهية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

شركة تويتر قالت إن الموقع استُهدف بحملةٍ حاولت إيهام المستخدمين بأن تويتر قد ألغى سياسات المحتوى الخاصة به أو أضعفها، بعد أن اشترى أغنى رجل في العالم الشركةَ مقابل 44 مليار دولار، الأسبوع الماضي.

حملة منظّمة

بدوره، قال يوئيل روث، رئيس قسم السلامة والنزاهة في تويتر، إن إدارة الموقع لم تغيِّر سياسات المحتوى، لكنهم تعرضوا لـ”حملة منظمة كان غايتها إيهام الناس بأننا فعلنا ذلك”.

وكتب روث في مجموعة تعليقات نشرها على تويتر، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول، إن الشركة شهدت “سيلاً” من التغريدات التي نشرتها مجموعة قليلة من الحسابات، وتضمنت شتائم وألفاظ إهانة عنصرية وغير ذلك. لافتاً إلى حجم الهجوم بالقول إنه تضمن أكثر من 50 ألف تغريدة كرَّرت استخدام مجموعة محددة من الشتائم والإهانات، وكلها جاءت من 300 حساب فقط.

أضاف روث أن معظم هذه الحسابات كانت “وهمية”، وقد حُظر المستخدمون المشاركون في الحملة، وأردف: “لقد اتخذنا الإجراءات اللازمة لحظر المستخدمين المشاركين في حملة التصيُّد هذه، وسنواصل العمل لمعالجة هذا الأمر في الأيام المقبلة، لجعلِ تويتر آمناً ومرحِّباً بالجميع”.

تضمنت منشورات روث أيضاً إحالة إلى منشور من ماسك قال فيه: “لم نقم بعدُ بأية تغييرات في سياسة الإشراف على المحتوى في تويتر”.

“حرية التعبير المطلقة”

كان استحواذ ماسك على المنصة قد أعقبه انتشار تغريدات أبدى فيها كثير من المستخدمون قلقهم من وصفه لنفسه بأنه مؤمن بـ”حرية التعبير المطلقة”، وما قد يعنيه ذلك من تخفيف القيود على سياسات المحتوى المخالفة للمعايير، وإعادة تفعيل الحسابات المحظورة، مثل حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وحساب السياسية البريطانية اليمينية كاتي هوبكنز.

ويبدو أن شوندا رايمز، منتجة مسلسل Grey’s Anatomy ومسلسل Bridgerton الشهيرين، كانت أحد المتخوفين من سياسات ماسك، فقد أغلقت حسابها بالموقع السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول، وأخبرت متابعيها البالغ عددهم 1.9 مليون متابع، أنها “لن تكون حاضرة في أي شيء يخطط له إيلون”.

من جانب آخر، أكد ماسك أنه لم يطرأ أي تغيير على السياسات المعيارية لمحتوى تويتر، وأعلن عن إنشاء “مجلس الإشراف على المحتوى”، وقال إن الفريق الجديد سيجمع “وجهات نظر واسعة التنوع”، ولن تُتخذ أية قرارات بشأن سياسة المحتوى ولا إعادة تفعيل الحسابات المحظورة حتى انعقاد المجلس.

كما اقترح ماسك أيضاً تقسيم موقع تويتر إلى أقسام مختلفة، بحيث يُمنح المستخدمون إمكانية التقييم لمحتوى منشوراتهم والمشاركة في مساحة مخصصة على المنصة. وأيد ماسك اقتراح أحد المستخدمين بتقسيم الخدمة إلى أوضاع مختلفة على نمط ألعاب الفيديو، وإصدار نسخة “لاعب ضد لاعب”؛ بحيث يمكن للحسابات الموثقة أن تشترك في مشاجرات على الموقع.

وقال ماسك إن المستخدمين قد يُتاح لهم الاختيار من نسخ مختلفة من تويتر، كأنهم يختارون أحد الأفلام بناءً على تصنيف محتواه، وربما يتاح للمستخدم تصنيف تغريدته ذاتياً ثم “تعديل التصنيف بناءً على ملاحظات منه”.