أفاد تقرير جديد من وكالة بلومبرج الإخبارية بأن شركة آبل تعمل على إطلاق إصدارات جديدة من حواسيب ماك بوك مع شاشة لمسية، وذلك بعد سنوات من الرفض والاستنكار.
ووفقًا للتقرير، فإن آبل تعمل بنشاط على هذا المشروع الذي قد يرى النور خلال عام 2025 كجزء من سلسلة حواسيب ماك بوك برو (MacBook Pro) التي ستشهد أيضًا تحوّل الشركة من شاشات (LCD) إلى شاشات (OLED) لطُرز 14 بوصة و16 بوصة.
وجاء تقرير بلومبرج هذا بعد ساعات من تقرير آخر لها تحدث عن أن آبل تعمل على تصميم شاشاتها الخاصة من نوع (MicroLED) لاستخدامها في أجهزة، مثل: هواتف آيفون، وساعات آبل ووتش. ولم يأتِ ذلك التقرير على ذكر تصميم شاشات لحواسيب ماك.
ويُشار إلى أن المسؤولين التنفيذيين في آبل كانوا طوال السنوات الماضية يُصرّون على موقفهم من أن أجهزة ماك بوك لا تحتاج إلى شاشة لمسية، وبدلًا من ذلك، دعوا المستخدمين إلى تجربة حواسيب آيباد اللوحية إن كانوا يريدون جهاز حاسوب بشاشة لمسية.
وكنوع من إضفاء “اللمس” إلى حواسيب ماك، أضافت آبل الشريط اللمسي (TouchBar) أعلى لوحة المفاتيح، ولكن ما يتيحه الشريط من خيارات التحكم للمستخدمين لا ترقى إلى مستوى الشاشات اللمسية.
ويُذكر أن الراحل ستيف جوبز قال عام 2010 عن الشاشات اللمسية على الحواسيب المحمولة إنها “مزعجة”، كما قال حينئذ: “لقد أجرينا الكثير من الاختبارات على هذا، واتضح أنه لا ينفع. إن الأسطح اللمسية تأبى أن تكون عمودية، فهي رائعة في تقديم العروض، ولكنك بعد مدة قصيرة (إن استخدمتها للمس) تبدأ الشعور بالإرهاق، وبعد مدة طويلة تشعر بأن ذراعك تميل إلى السقوط. إنها لا تنفع!”.
ومع ذلك، فقد تطورت تقنية الشاشات اللمسية للحواسيب الشخصية منذ ذلك الحين، وقدمت شركة آبل نفسها أشياء تساعد على تسهيل التجربة، مثل: القلم الذكي (Apple Pencil)، وهو أيضًا من أفكار المنتجات التي كان يكرهها جوبز.
ثم إن العديد من الشركات الرائدة في صناعة الحواسيب الشخصية قدّمت منتجات ناجحة تثبت جدوى استخدام الشاشات اللمسية في الحواسيب، مثل: مايكروسوفت مع حواسيب سيرفس (Surface)، وأيسر، وديل، وأسوس، أما سامسونج فقد كشفت حديثًا عن حاسوب (Yoga Book 9i) الذي يمتاز بتصميمه الفريد مع شاشتين لمسيتين بدلًا من واحدة، وهما أيضًا من نوع (OLED).
وأرجعت وكالة بلومبرج سبب رفض آبل إطلاق حاسوب شخصي مع شاشة لمسية كل هذه السنوات، إلى أنها لا تريد أن تخسر مبيعات حواسيب آيباد خاصةً بعد أن عززت إمكاناتها على نحو يجعلها قادرة على تقديم تجربة قريبة من الحواسيب المحمولة، ومن ذلك منحها معالجات من فئة معالجة الحواسيب الشخصية، ولوحات مفاتيح إضافية، وإضافة عدد من ميزات سطح المكتب إلى نظام التشغيل (iPadOS).
لذا، سيتعين على آبل إن هي مضت في إطلاق حواسيب شخصية مع شاشات لمسية، الاحتفاظ بنوع من التمايز بين الحواسيب اللوحية والحواسيب الشخصية.