اختتمت اليوم الخميس، أعمال مؤتمر بيت المقدس الدولي العاشر، الذي انعقد هذا العام عبر تقنية الاتصال المرئي (ZOOM) بسبب الظروف الصحية التي يعاني منها العالم أجمع، وحمل هذا العام عنوان (مئوية المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى/ 1921-2021/ التاريخ والدور) بمناسبة مرور مائة عام على عقد المؤتمر الاسلامي الشرعي في مدينة القدس برئاسة الحاج أمين الحسيني رحمه الله، وذلك بمشاركة نخبة من الوزراء والمفتين والعلماء المسلمين والباحثين من مختلف دول العالمين العربي والإسلامي .
وألقى الدكتور محمد اشتية رئيس وزراء دولة فلسطين خلال كلمة الافتتاح امام المؤتمر قال فيها: “رغم كل التنكيل، شعبنا صامد يدافع عن الأرض، ويواجه المستعمرين، يقلعوا زيتونة نزرع 10، ويهدموا بيتاً نعيد بناءه، ونواجه معركة الاقصى يومياً، وسنبقى أوفياء لديننا ومقدساتنا وارضنا، ندافع عنها بكل قوة”.
وقال: “اعتبرت الحكومة الفلسطينية أنّ عام 2021 هو عام تعزيز الرواية عن القدس وفلسطين في مواجهة الرواية الصهيونية التي تدعمها مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الغربية وغيره”.
وتابع: “إن أرض فلسطين هي أرض بيت المقدس وهي أرض المنشر والمحشر، فيها دفن سيدنا ابراهيم أبو الانبياء وأسري اليها بالنبي محمد (ص) من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، أولى القبلتين، ليعرج منها الى السماوات العُلى، وفيها ولد السيد المسيح عليه السلام”.
بدوره قال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش: إن القضية الفلسطينية هي قضية كل مسلم وعلى رأس أولويات العالمين العربي والإسلامي، مضيفاً: إن الرواية الفلسطينية هي الرواية الحقيقية والتاريخ الحقيقي لفلسطين وتتعرض اليوم لعدوان خطير أسوة بالعدوان الظالم الواقع على الأرض والشعب الفلسطيني من خلال الادعاءات الباطلة والزائفة لتزييف الوعي الإنساني من خلال تزييف التاريخ واقحام جملة من الاباطيل والافتراءات التي تدعي زورا وبهتانا وجود لما يسمى ” اسرائيل ” على هذه الأرض .
وأكد أنه يجب حماية الرواية والتاريخ الفلسطيني القديم والحديث وحمايته من التشويه والعدوان، من خلال تشويه رموز التاريخ والنضال الفلسطيني ومنهم الحاج أمين الحسيني رحمه الله الذي ترأس المجلس الشرعي الإسلامي الاول والذي كان له دور بارز في حماية الرواية الفلسطينية والوجود الفلسطيني والتصدي للمؤامرة الاستعمارية الرامية الى سرقة الأرض الفلسطينية وسرقة التاريخ الفلسطيني .
وأشار الهباش إلى أن مرور ذكرى مائة عام على انعقاد المؤتمر الإسلامي الأول الذي شاركت فيه وفود وعلماء من معظم دول العالمين الإسلامي والعربي هي مناسبة عظيمة لتأكيد أهمية الدور الذي يقع على علماء الامة في إثارة الاهتمام العالمي والدولي بالقضية الفلسطينية التي هي قضية كل المسلمين وليست قضية الفلسطينيين وحدهم .
من جانبه قال فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية شوقي علام، “إن قضية القدس الشريف وقضية المسجد الأقصى المبارك لا زالت هي القضية المحورية الأهم التي يجتمع عليها العرب والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها”. مضيفاً: “لن نقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تُمس مقدساتنا بسوء”.
ووجه الشيخ مفتي جمهورية الشيشان صلاح الدين مجييف، التحية للمرابطين في مدينة القدس وباحات المسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أن المسلمين في كل مكان في العالم يعشقون مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وهي رسالة للقاضي والداني تؤكد تمسكنا بمقدساتنا الإسلامية وبالقضية الفلسطينية، متمنياً ان يكون اللقاء القادم على أرض فلسطين وقد تحررت من هذا الاحتلال الظالم .
بدوره أكد وزير الاوقاف في جمهورية الجزائر يوسف بلمهدي، أن قضية فلسطين هي قضية شرف وعرض وأرض مقدسة لا يمكن التنازل عنها في اي حال من الأحوال وهذا ما أكد عليه الرئيس عبد المجيد تبون أمام العالم كله، ونتشرف بهذا الموقف وهو دعم مستمر والتزام وواجب شرعي .
فيما قال مستشار رئيس وزراء باكستان، ورئيس هيئة علماء باكستان الشيخ محمود طاهر أشرفي، إن الحكومة والشعب الباكستاني يقفون الى جانب الحق الفلسطيني بكل قوة وعزيمة، مؤكدا أن رئيس وزراء باكستان عمران خان أكد أكثر من مرة أن الباكستان لن تقيم علاقات مع الاحتلال، معتبرا ذلك خيانة لله والدين .
وقال نائب رئيس الشؤون الدينية في جمهورية تركيا سليم ارقون، أن القدس مدينة تشهد على التراث الإسلامي والعربي تحمل في ثناياها ذكرى الأنبياء وتحتضن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك .
من ناحيته قال المرجع الديني في جمهورية العراق الشيخ جواد الخالصي: إن الشعب العراقي لم يتخل يوما عن القضية الفلسطينية ويعتبرها قضيته الأولى، مستذكرا بمشاركة العراقيين في حرب الدفاع عن فلسطين في العام 1948 م.
هذا وقال رئيس ديوان الوقف السني في جمهورية العراق سعد كمبش، إن مدينة القدس تحتاج اليوم إلى دعم ومؤازرة من الجميع لتستمر في مقاومة الاحتلال والصمود أمام هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها على يد الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.
وأكد رئيس مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل وأمريكا اللاتينية الحاج أحمد الصيفي، أن قضية مدينة القدس والقضية الفلسطينية تعتبر أهم نشاطات المركز في كافة أرجاء قارة أمريكا اللاتينية وتعتبر قضيتنا المركزية سواء ممن خلال المؤتمرات الدولية التي نقوم بها.
وفي كلمته قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن الذكرى المئوية لتأسيس المجلس الإسلامي الشرعي الاول في مدينة القدس في ذكرى الإسراء والمعراج هي إعلاء لشأن القدس بكافة مقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك كما جاء في سورة الإسراء .
وأكد أن هذه المشاركة من مختلف دول العالمين العربي والإسلامي تؤكد أن قضية فلسطين وقضية القدس تشكل القلب النابض وتشكل البوصلة الحقيقية لكل أبناء الامة الإسلامية وأن أي انحراف للبوصلة عن هذا الاتجاه هو انحراف عن عقيدة المسلمين وقبلتهم الأولى .
وفي الختام صدر عن المؤتمر مجموعة من التوصيات أهمها ضرورة تعزيز الرواية الفلسطينية التي تتبناها دولة فلسطين بكافة مؤسساتها ضد الرواية الصهيونية القائمة على الأساطير والأكاذيب، وضرورة الالتفاف؛ إسلامياً، وعربياً حول الرواية الفلسطينية المتعلقة بالتاريخ الفلسطيني سواء منه القديم أو الحديث، وإقامة موقع خاص بفلسطين يختص بتعزيز الرواية الفلسطينية وتعزيز البحث العلمي الذي يثبت أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساتها ورفدها للمكتبات العربية والإسلامية .