كتبت كلارا وليد العوض:
في الوقت الذي كانت قطرات الندى تبلل سهول جنين ووجها البهي كان صباحا آخر ينتظر شعبنا، صباحاً دامٍ موشحاً بدماء الأبطال في جنين في اشتباك مسلح دار فجر يوم الخميس مع قوات الاحتلال ووحداته الخاصة التي حاولت اختطاف أحد الاسرى المحررين المنتمي لسرايا القدس جميل العموري الذي ارتقى شهيداً معانقاً اخوته ضباط الاستخبارات الفلسطينية تيسير عيسة والشهيد ادهم عليوي.
هذه هي جنين البطولة الخزان الذي لم ينضب من الأبطال الشجعان طيلة المسيرة الكفاحية لشعبنا، فهي لم تتوانى يوماً في التصدي للاحتلال في كل جولة من جولات المواجهة معه، وها هم اليوم شبابها وضباط الاستخبارات العسكرية من جنين ونابلس يتقدمون للتصدي لجنود الاحتلال المدججين بالسلاح وهم يحاولون اختطاف الأسير المحرر بطريقتهم اللصوصية في التخفي ،،، لكن هذه المرة كانت لهم العيون بالمرصاد والأيادي على الزناد فكانت الملحمة لتؤكد أن الهبة الشعبية الفلسطينية الأخيرة التي انتفض خلالها كل شعبنا الفلسطيني في كل مكان ما زالت باقية تستمد قوتها من جبروت الشعب بكل مكوناته وأطيافه السياسية لتؤكد للقاصي والداني على وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح.
وقد مثل اشتباك جنين فجر الخميس الذي خاضه العسكريون الفلسطينيون بفروسية المقاتل الفلسطيني مؤشراً بحمل في طياته الكثير من دلالات الانتصارِ والشجاعة في مواجهة مباشرة مع جنود الاحتلال وليؤكد ايضاً ان منتسبي الأمن الفلسطيني بكافة أجهزته هم أبناء الشعب وحماته في مواجهة غطرسة الاحتلال.
اليوم مرة اخرى يؤكد شعبنا الفلسطيني كله انه في موقع المقاومة بكافة الاشكال الممكنة للاحتلال حتى ازالته عن ارضنا المحتلة، وقد جاءت الملحمة البطولية المتواصلة لتعيد توجيه بوصلة النضال في مواجهة الاحتلال والعدوان.
في هذه الملحمة أكد شعبنا في القدس والضفة الغربية وغزة والداخل المحتل كما في الشتات اننا شعب واحد هدفه الحرية والاستقلال، يوم الخميس شيع شعبنا جثامين الأبطال وسط مسيرات حاشدة في جنين ونابلس وقد علتها صراخات الأمهات وهي تودع فلذات أكبادهن الى مثواهم الأخير في بطن الارض التي أحبوها ورووها بدمائهم، هؤلاء الأبطال الذي استشهدوا وأياديهم على الزناد شكلوا بتصديهم لجنود الاحتلال واستشهادهم بشموخ عنواناً من عناوين البطولة كما وجهوا دون شك صفعة لوجهة كل المششكين بأن شعبنا كل شعبنا بكافة أطيافه ومكوناته يقف في خندق المواجهة مع الاحتلال دون تردد، وعلى الاحتلال أن يعلم أن الدخول إلى الأراضي الفلسطينية ليس مجرد نزهة عابرة بل يجب أن يعرف ان هناك شعب مكافح له بالمرصاد.
11-6-2021