دعا خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، بمن فيهم المقرر الخاص لحالة حقوق الانسان في فلسطين، “المجتمع الدولي إلى فرض إجراءات رادعة على الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، ومطالبة القوة القائمة بالاحتلال بوقف مشروعها الاستيطاني فورا، وحماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين ومحاسبة الجناة على أفعالهم”.
وقال الخبراء في بيان، اليوم الأربعاء، حول تصاعد عنف المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة، نتيجة عدم المساءلة والمحاسبة “إن عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مع وقوع اعتداءات وتدمير للممتلكات في جو من الإفلات من العقاب”.
وأضافوا “انه خلال العام الماضي، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 771 حادثة عنف من قبل المستوطنين، تسببت بإصابة 133 فلسطينيا، وتدمير 9646 شجرة، و184 مركبة معظمها في مناطق الخليل والقدس ونابلس ورام الله”.
وذكروا أنه “خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، تم تسجيل أكثر من 210 حوادث عنف من قبل المستوطنين، مع مقتل فلسطيني واحد”.
ودعوا “الجيش والشرطة الإسرائيليين إلى التحقيق في أعمال العنف هذه، ومقاضاة مرتكبيها بحزم وتصميم، مشيرين إلى أن “عنف المستوطنين كان في الغالب بدوافع أيديولوجية ومصمم بشكل أساسي للاستيلاء على الأرض، ولكن أيضا لترويع الفلسطينيين وإرهابهم”.
واعتبر الخبراء “أن العنف والترهيب غالبا ما يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها، ويخلق بيئة قسرية تضغط عليهم للابتعاد عن مناطق معينة أو حتى الانتقال منها”.
وقالوا “يستهدف المستوطنون في المقام الأول سبل عيش الفلسطينيين في المناطق الريفية، ويتسببون في تخريب الماشية والأراضي الزراعية والأشجار والمنازل، إلى جانب إقامة وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، التي تهدف إلى خلق مبررات غير قانونية لفرض السيادة الإسرائيلية على الأرض، فإن عنف المستوطنين يهدف إلى جعل الحياة اليومية للفلسطينيين غير مقبولة”.
وعبروا عن قلقهم من “التقارير التي تفيد بأن أكثر من 70 عائلة تعيش في منطقة كرم الجاعوني في الشيخ جراح بالقدس الشرقية، مهددة بالإخلاء القسري لإقامة مستوطنات جديدة، وقد تلقت 7 عائلات بالفعل أوامر إخلاء منازلها بحلول 2 مايو المقبل، رغم أن عمليات الإخلاء القسري التي تؤدي إلى نقل السكان محظورة تماما بموجب القانون الدولي”.
وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى “أن عنف المستوطنين يستمر في استهداف النساء الحوامل والأطفال الصغار وكبار السن، ان نمط الهجمات والعنف لا سيما من قبل المستوطنين ذوي الدوافع الأيديولوجية يؤكد باستمرار أن طبيعة الهجمات على جميع فئات الفلسطينيين يتم محوها”.