يامن نوباني – أغلقت نيابة الاحتلال ملف قتلة الشهيد موسى حسونة من اللد في أراضي الـ48 (استشهد ليلة 10 أيار 2021) دون تقديم المستوطنين الخمسة المجرمين لأي محكمة أو حتى مجرد تحقيق.
المجرم وهو واحد من الخمسة، اعتقل في اليوم التالي لإرتكاب جريمته، رغم أن هويته عرفت منذ اللحظات الأولى لدى شرطة الاحتلال، وكان بإمكانها التحرك فوراً لاعتقاله مع المشتبهين في إطلاق النار، بحسب محامي عائلة الشهيد خالد زبارقة.
ارهابي يطلق النار صوب متظاهرين عزل، يقتل شاباً ويصيب آخرين، أحدهما يصاب بالشلل، يعود المستوطن إلى بيته من أجل النوم، فيما يزج بأكثر من 204 شاب وطفل فلسطيني في السجون لمجرد التظاهر السلمي أو رشق الحجارة، وعلى مدار عدة أيام تتم محاصرة الأحياء العربية، ومداهمة وتخريب البيوت العربية وممتلكاتها، واعتقال الشبان الفلسطينيين، رغم ذلك خرج أكثر من 15 ألفاً في تشييع جثمان الشهيد حسونة.
واحدة من القصص التي رويت في أحداث اللد، اعتقال طفل قام برمي “بصلة” تجاه شرطة الاحتلال! كما وصلت عنصرية وإجرام سلطات الاحتلال في أحداث اللد، إلى فرض منع التجول على الاحياء العربية، بينما تجوّل المستوطنون وهم مسلحون في الأزقة بحماية شرطة الاحتلال.
استمرت هجمات المستوطنين بعد هبة الكرامة في أيار 2021، على الممتلكات الفلسطينية في اللد، والتي كان آخرها هدم منزل لعائلة الطوري والتي يقبع اثنين من أبنائها في سجون الاحتلال، وقبل عدة أسابيع قام مستوطنون متطرفون بمهاجمة مدرسة الرازي وتخريب محتوياتها، وقبلها تحطيم شواهد مقبرة اسلامية في المدينة.
المحامي زبارقة، قال لـ”وفا”: بدأت الأحداث بقمع شرطة الاحتلال لوقفة احتجاجية نظمها أهالي اللد في باحة المسجد العمري الكبير والتي انطلقت دعماً لأهلنا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وبعد القمع العنيف تحولت المظاهرة إلى عدة نقاط ساخنة داخل المدينة التي كانت تغلي نتيجة سياسات الاحتلال وإجرام النواة الاستيطانية التوراتية.
وأضاف: استشهاد الشاب حسونة كان حدثاً مفصليا، في المدينة التي تعتبر أكثر مدن الداخل من ناحية الوجود العربي، حيث يشكل العرب فيها ما نسبته 35% (ما يقارب الـ 33 ألف فلسطيني) بينما اليهود يشكلون 65%.
ميليشا ارهابية بغطاء حكومي ودعم مؤسسات الدولة! وتابع زبارقة: استشهاد حسونة، كشف العلاقة بين الدولة الرسمية وهذه الميلشيا التي تحمل عقيدة الإرهاب وتنتهج قتل العربي.
وقال: لم يتم اعتقال المستوطنين الخمسة في نفس اللحظة، بل بعد مرور أكثر من 10 ساعات مع انهم كانوا معروفين للجهات الرسمية، واعتقالهم كان لفترة 48 ساعة وتم الافراج عنهم بدون أي قيود أو شروط.
“وبعد 5 أشهر تقريبا قامت النيابة بإغلاق الملف ضدهم بذريعة ان اطلاق النار من طرف اليهود تجاه العرب كان دفاعا عن النفس والنيابة العسكرية قبلت هذا الادعاء، دون أن يتوجهوا الى المحكمة، ولم يتم توجيه أي لائحة اتهام ضدهم ودون أي عمل قانوني حقيقي للوصول الى حقائق قانونية تعتمد على التحقيقات”. قال زبارقة.
وأضاف: بالنسبة لنا نحن كعرب، فمنذ اليوم الأول حذرنا السلطات الرسمية من التهاون في التحقيق في هذا الملف واتهمناها بالتستر على الجريمة ومساعدة المجرمين اليهود على الإفلات من العقوبة، لافتاً إلى أن هناك سياسة جديدة تقوم به الدولة الرسمية وهي سياسة التأسيس لمرحلة جديدة من الإرهاب اليهودي المنظم، المرتبط في الدولة وأجهزة السلطة..
ولفت إلى أن أجهزة ومؤسسات رسمية تحرك هذه المليشيات، من أجل الاعتداء على العرب، خاصة في المدن التي يسميها الاحتلال “مدناً مختلطة” لكنها عربية فلسطينية أصيلة، وجاءت الهجمة الأكبر والأعنف على اللد لما تشهده من توسع عربي خاصة في العقدين الأخيرين، وذلك بسياسات ناعمة وخشنة.
وشدد زبارقة على أن الخطورة تكمن في تعامل الدولة الرسمية على التضييق على العرب بواسطة هذه المليشيات التي هي أداة في يد الدولة من أجل تهجير العرب، لدرجة أن بلدية اللد وفرت مبناها كمقر ونقطة انطلاق للمجموعات الإرهابية من المستوطنين في هجماتها ضد العرب، وكانت هناك اشارات لمجزرة يعد لها في مدينة اللد، خاصة بعد الاعتداء على مساجد المدينة والمقبرة الاسلامية فيها في أيار الماضي، حيث رئيس بلدية يميني متطرف جدا، جيء به لرئاسة البلدية من أجل استهداف الوجود العربي الذي يرى فيها الخطر الأكبر.
وحول ما يمكن فعله بعد إغلاق ملف قتلة الشهيد حسونة، قال زبارقة: “نحن لسنا أمام جهاز قضائي يحترم نفسه ويبحث عن الحقيقة، ويحاسب المجرم ويعطي الحقوق لأصحابها، نحن أمام جهاز يتعاون مع سلطات وقوة دولة، هي من تحدد صلاحياته وتحركه”.
وفي اللد تهدم سلطات الاحتلال سنويا ما يقارب الـ 3-5 منازل عربية، أي أنه في الـ 10 سنوات الأخيرة هدم ما يقرب من الـ 40 منزلاً، وهي السياسة التي ينتهجها الاحتلال منذ النكبة.
كما تشهد المدينة عنصرية وتمييزا وفارقاً كبيراً في البنى التحتية وما تقدمه البلدية من خدمات للسكان، وتعاني الأحياء والحارات العربية من تهميش هائل خاصة فيما يتعلق بتعبيد طرقها وإنارة شوارعها.