” تعبنا ايش نعمل أكثر من هيك ! .. التوتر النفسي يلي عشناه .. ما بكفي العمر كلو لنتعالج ” بهذه الكلمات بدأت هيا أبو العوف إحدى الناجيات من مجزرة شارع الوحدة في مدينة غزة التي أودت بحياة 42 من أفراد أسرتها وجيرانها وأحبائها حديثها حول وقائع الحرب الأخيرة على القطاع المحاصر.
وتابعت أبو العوف: “واحد ووحدة كبار في السن طلعوا أشلاء من تحت الردم، دكاترة يا عمي بالمستشفيات شو مأثرين عليكو ؟ .. ولا بدكم تقطعوا الصحافة وتقطعوا الاعلام وتقطعوا الطب وتقطعوا الدنيا كلها ! .. ولا الطابق الخامس واحد ومرتو واطفالهم الخمسة .. واحد منهم نجا والباقي كلهم شهدا”
حياة من تحت الأنقاض ..
الناجي الوحيد من مجزرة عائلة الحديدي في مخيم الشاطى كان طفل يبغ من العمر خمسة شهور، عثر عليه في أحضان أمه التي استشهدت بينما هو بقي على قيد الحياة.
استهدافات بالجملة وتدمير للمنازل ..
لم توفر آلة التدمير الاسرائيلية أي فرصة لضرب كافة أشكال الحياة في القطاع المحاصر برا وبحرا وجوا، حيث تواصلت الضربات على مدى احدى عشر يوما على التوالي دون توقف لتسفر عن وقوع 248 شهيدا بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، بالإضافة إلى 1948 إصابة بجراح مختلفة وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
عائلة العريني كغيرها من الكثير من العائلات لم تنج من ضربات الاحتلال العشوائية التي تستهدف المدنيين العزل، في ظل استمرار سياسة الاحتلال الاسرائيلي باستهداف كل ما على الارض.
شهادات للناجين من جرائم الحرب الاسرائيلية
تشير شهادات الناجين الى وقوع عدد كبير من الانتهاكات ومنها: القاء القنابل الفسفورية السامة، والقاء القنابل الارتجاجية التي تترك تشوهات سمعية لدى المواطنين، فيما أفاد غسان المصري الى أن العائلة كانت تجهز لعرس أخاه الأصغر في ثالث أيام العيد الا أنه استشهد أثناء التجهيز لمكان الفرح في باحة المنزل
.
فيما يظهر الفيديو التالي حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية بكافة أشكالها نتيجة القصف الجنوني الذي شهده القطاع على مدار أحد عشر يوما
محاولات لاستعادة الأنفاس ..
استيقظ الغزيون صبيحة اليوم الحادي والعشرين من شهر مايو على وقع أخبار هدنة قيد التنفيذ، وقد امتزجت لديهم مشاعر الفرح والألم والحزن، فيما حاول الجزء الأكبر منهم استعادة ما تبقى من أنفاسه، والنهوض رغم الكدمات التي ضربت كافة أرجاء ذاكرتهم ومشاهد الدم والدمار التي سترافقهم طويلا في طريقهم نحو المستقبل المجهول.